الصحراء مقابل السفارة.. أبرز مؤشرات اتفاق جديد بين الرباط وتل أبيب
أعلنت إسرائيل بدون سابق إنذار عبر وزيرة الداخلية، آيليت شاكيد، خلال زيارتها إلى المغرب يوم الثلاثاء الأخير، عن دعم تل أبيب لسيادة المغرب على الصحراء، في أول موقف إسرائيلي مساند للمغرب بشكل صريح في هذه القضية منذ استئناف العلاقات بين الطرفين في دجنبر 2020.
وحمل هذا التصريح الصادر عن وزيرة الداخلية الإسرائيلية مؤشرات عن وجود اتفاق جديد بين الرباط وتل أبيب، قد تتضح تفاصيله بشكل أكبر خلال الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة، ويتعلق الأمر باعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، مقابل فتح الرباط سفارة لها في تل أبيب بدل الاكتفاء بمكتب الاتصال الدبلوماسي فقط.
وتوجد العديد من المؤشرات، يرصدها هنا موقع "الصحيفة"، التي تُمهد لوجود أو اقتراب تحقيق هذا الاتفاق، جلها صدر عن مسؤولين إسرائيليين في الفترة الأخيرة.
تمهيد غوفرين
أولى الإشارات التي تحمل علامات عن اقتراب إصدار إسرائيل موقف من قضية الصحراء المغربية، هو ما صرح به رئيس التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في المغرب، دافييد غوفرين في الأسابيع الماضية، عندما أجاب في حوار مع صحيفة "ميديا لاين" بشأن موقف إسرائيل من قضية الصحراء المغربية وما إذا كانت تل أبيب ستدعم المغرب في سيادته على الصحراء، حيث قال "أعتقد أن هذه القضية ستتم مناقشتها عاجلا وليس آجلا بين قادة البلدين".
واعتبر الكثير من المتتبعين للعلاقات الإسرائيلية المغربية، أن هذا التصريح الجازم من غوفرين، هو بمثابة تمهيد إلى وجود اتصالات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، للخروج باتفاق يتضمن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء على غرار الاعتراف الأمريكي.
تصريح لابيد
بالرغم من استئناف المغرب وإسرائيل في سنة 2020 العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، إلا أن الطرفين اكتفيا بإعادة فتح مكتبي الاتصال فقط، وتم تأجيل موضوع فتح السفارتين إلى أجل غير مسمى، وهو ما ربطته العديد من المصادر إلى عدم رغبة الرباط في تنفيذ هذه الخطوة إلا بعد تحقيق مكاسب أخرى من إسرائيل، أولها الإبقاء على الاعتراف الأمريكي، وثانيها الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، يوم الأربعاء 15 يونيو الجاري، أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، سيحل بتل أبيب قريبا، من أجل افتتاح سفارة المملكة المغربية في إسرائيل، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وحسب ذات المصدر، فإن لابيد قال "أتوقع وصول وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة والإماراتي عبد الله بن زايد، قريبا إلى إسرائيل"، ورجح الوزير الإسرائيلي، أن تتم الزيارة خلال شهر أو شهرين من الآن، دون تحديد تاريخ لذلك. وأضاف المصدر نفسه، أن لابيد أشار في ذات التصريح أن نظيره المغربي سيفتتح سفارة بلاده لدى تل أبيب خلال هذه الزيارة المرتقبة.
إعلان شاكيد
مؤشر آخر على وجود اتفاق مبدئي حول "الصحراء والسفارة" بين المغرب وإسرائيل هو إعلان وزيرة الداخلية الإسرائيلية، آيليت شاكيد خلال زيارتها إلى المغرب بداية هذا الأسبوع دعم إسرائيل – بشكل صريح- لسيادة الرباط على الصحراء، بالرغم من أن الزيارة كانت مرتبطة بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتسهيل تنقل العمال المغاربة للعمل في إسرائيل.
كما أن إعلان شاكيد الذي يأتي على بُعد فترة قصيرة من تصريح وزير الخارجية يائير لابيد بقدوم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لافتتاح سفارة المغرب في إسرائيل، هو مؤشر قوي على وجود تفاق بين الطرفين قد يخرج إلى الوجود قريبا.
هذا، ويتوقع أن يتضح هذا الاتفاق بشكل أكبر خلال الزيارة التي من المزمع أن يقوم بها ناصر بوريطة إلى إسرائيل داخل الشهرين المقبلين.