الصمت "الرسمي" حول فيديو الملك محمد السادس بسبتة يُثير سخط الصحافة الإسبانية

 الصمت "الرسمي" حول فيديو الملك محمد السادس بسبتة يُثير سخط الصحافة الإسبانية
الصحيفة – بديع الحمداني
الثلاثاء 11 غشت 2020 - 21:31

ينطبق المثل المغربي القائل "موالين الميت صبرو والعزايا كفرو" على الصحافة الإسبانية بشكل كبير، في اليومين الأخيرين، بعد الضجة الذي أثارها فيديو ظهور الملك محمد السادس على متن قاربه الترفيهي الأحمر بشاطئ سبتة المحتلة وعدد من الأشخاص يحيونه.

الفيديو الذي لم تُكتشف حقيقته إلى غاية اليوم، هل فعلا كان الملك محمد السادس على متن قاربه بشاطئ سبتة أم لا، وهل الفيديو حقيقي أم مفبرك، وهل هو قديم أم جديد، لازال يقود الصحافة الإسبانية إلى طرح الكثير من الأسئلة ومحاولة الضغط على المسؤولين الرسميين للخروج بتصريحات حول القضية.

مندوبة حكومة سبتة المحتلة، سالفادورا ماتيوس، هي أول مسؤولة إسبانية، والأخيرة إلى حدود الساعة، ممن تحدثوا في هذه القضية أمس الاثنين، حيث صرحت في جوابها على الصحافة المحلية بسبتة عن حقيقة الفيديو، بأنها لا تملك معلومات حول صحة الفيديو، وأضافت بأن الشرطة الإسبانية فتحت تحقيقا حول القضية.

هذا الجواب، لم تستغه الصحافة المحلية، ومن بينها موقع "إلفارو دي سوتا" الأكثر متابعة في المدينة، حيث لازال يواصل انتقاداته الساخطة للحكومة المحلية في سبتة والمسؤولين الحكوميين الإسبان حول صمتهم بخصوص هذه القضية، ويطلب منهم الخروج بتويضحات حول الموضوع.

ووفق تقرير للموقع، استنكر أن يدخل قارب للملك محمد السادس إلى المياه الإقليمية لسبتة دون أن ينتبه إليه أحد، سواء من الشرطة أو الحرس المدني، واستنكر عدم معرفة المسؤولين المحليين لأي تفاصيل بشأن الفيديو، والأدهى من ذلك صمتهم بشأن ذلك.

وسار على منوال الموقع المحلي المذكور بسبتة، عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية، التي وجهت انتقادات كبيرة للمسؤولين الإسبان الذين لم يخرجوا بأي تصريح حول الموضوع، الأمر الذي جعل الصحافة الإسبانية تسخط على هذا الصمت بشكل كبير.

ويرى متتبعون لهذه القضية، أن الصمت الرسمي الإسباني يبقى أمرا عاديا جدا، خاصة أن هناك احتمال كبير، لوجود اتفاق بين البلدين يُعطي الحصانة للملكين بدخول المياه الإقليمية لكل من إسبانيا والمغرب، دون الحاجة لإعلان ذلك أو التصريح بشكل رسمي.

ووفق هؤلاء، فإن دخول الملك محمد السادس بقاربه الترفيهي إلى مياه سبتة المحتلة التي تجاور سواحل المضيق والفنيدق حيث يقضي الملك عطلته الصيفية، يبقى أمرا واردا جدا وطبيعيا، ويُرجح بقوة أن ذلك باتفاق بين السلطات العليا للبلدين، وبالتالي فإن الأمر لا يحتاج لتوضيح أو تبرير من طرف المسؤولين في إسبانيا.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس سبق أن دخل إلى مياه سبتة المحتلة بقاربه، وتم اعتراضه من طرف بحرية الحرس المدني الإسباني دون أن تعرف أنه ملك المغرب، فتسبب ذلك في حدوث أزمة ديبلوماسية دفعت بإسبانيا إلى إرسال وزير الداخلية إلى المغرب وتقديم اعتذار رسمي للملك محمد السادس، ويبدو أن حرس سبتة لم يرد تكرار الخطأ مرة أخرى.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...