الصمدي: هناك تحول عميق طال منظومة القيم لدى الأجيال بعد تقلص دور المدرسة

 الصمدي: هناك تحول عميق طال منظومة القيم لدى الأجيال بعد تقلص دور المدرسة
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 10:34

قال كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، إن النموذج التقليدي للمدرسة المغربية ظل مستقرا وثابتا ولم يواكب التحولات العميقة التي حصلت في المجتمع. 

وأبرز الصمدي، خلال افتتاح الملتقى الوطني الثالث لخريجي ماستر التربية والدراسات الإسلامية، أمس الإثنين، أن "هناك تحولا عميقا طال منظومة القيم لدى الأجيال، إذ تقلص دور المدرسة في بناء هذه المنظومة لدى الناشئة".

كما سجل كاتب الدولة أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية طالت أيضا مقاصد التعلم التي انتقلت من التكوين في الشخصية والهوية لدى المتعلم إلى المهننة الصرفة، موضحا في هذا الصدد أن الاستقرار في البنية التربوية التقليدية وعدم ملاءمتها للتحولات الحاصلة في الواقع أفرز بعض المظاهر من قبيل العزوف عن ارتياد المؤسسات التقليدية وعدم جاذبية البرامج والمناهج الدراسية ووسائط التعلم، والغش في الامتحانات. 

واعتبر أن الانفجار المعلوماتي، الذي جعل من الخبر مصدرا علميا ومعرفيا، يعد إشكالا حقيقيا يواجهه المدرس حيث اختلطت المفاهيم وأضحى دوره يتمثل في تصحيح المعلومة عوض تلقينها، مشيرا إلى أن التلميذ يميل إلى التفاعلية أكثر من الكتاب المدرسي التقليدي الذي لم يعد مغريا مما يتطلب ضرورة الانتقال إلى الكتاب المدرسي الالكتروني التفاعلي.

ولبناء نموذج تربوي جديد، يقول المسؤول الحكومي، يتعين تحديد مقاصد المنهاج التعليمي أو مواصفات المتعلم، مؤكدا الحاجة إلى كتاب أبيض جديد للبرامج والمناهج يأخد بعين الاعتبار التكامل الثلاثي بين المعرفة والمهارة والقيم. وشدد على ضرورة تكوين مدرسين وفق أدوار جديدة يصبح فيها الإطار التربوي من ناقل للمعرفة إلى مدبر لها، والانتقال بالمدرسة إلى فضاء تربوي متعدد الخدمات، وإعادة الاعتبار للحياة المدرسية، معتبرا أن مدرسة القرن 21 تستلزم تكوين إطار تربوي متعدد الكفاءات والتوجه نحو التعليم الافتراضي وخلق فضاءات تربوية مندمجة وإعادة النظر في الزمن الدراسي والمواد ونظام التقييم.

ويرى الصمدي أن الدور الأساسي للمدرسة ليس استعمال المعلومة بل يتمثل في كيفية توظيفها في معالجة الاشكاليات المطروحة، مضيفا أن مقومات النموذج التربوي الجديد تكمن في تنمية الكفايات والقدرة على التكيف من خلال تلقين كفايات عرضانية والقدرة على تكييفها مع ما يفرضه الواقع من تحولات.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...