"الغزوات" الجنسية الخليجية بالمغرب.. كبتٌ علني تحميه "المصاري" من العقاب

 "الغزوات" الجنسية الخليجية بالمغرب.. كبتٌ علني تحميه "المصاري" من العقاب
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأثنين 17 فبراير 2020 - 12:02

تحولت قضية إطلاق سراح مواطن كويتي اغتصب قاصرا مغربية بمدينة مراكش، إلى قضية رأي عام بعدما طرحت العديد من الأسئلة المحرجة حول موضوع طوقه الكثير من الصمت رغم تفشيه في السنوات الأخيرة، فهذه القضية التي تم خلالها اغتصاب الفتاة ذات الـ14 عاما بشكل شاذ وافتضاض عذريتها وتصويرها في أوضاع مخلة، وضعت أسرةَ الطفلة ومنظماتِ الدفاع عن حقوق النساء وحقوق الأطفال بالإضافة إلى القضاء نفسه أمام "محاكمة جماهيرية" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم أن جريمة "اغتصاب قاصر" موثقة من خلال اعترافات المدعى عليه البالغ من العمر 24 عاما والفيديوهات التي صورها، إلا أن سفارة بلاده لم تدخر جهدا من أجل "تهريبه" من المغرب رغم أنها أعطت ضمانات كتابية للمحكمة من أجل متابعته في حالة سراح، ليتضح بعدها أن وراء الأمر سماسرة و"رجال قانون" دفعوا والدة الطفلة للتنازل، وأن موضوع إخراج المواطنين الخليجيين من قضايا الاغتصاب والدعارة "مثل الشعرة من العجين"، أضحى وسيلة "استرزاق" للكثيرين.

أب "يبيع" ابنته

وعلى الرغم من أن قضية المواطن الكويتي أثارت الكثير من السخط بسبب دخول السفارة الكويتية على الخط والضغط بقوة من أجل إطلاق سراحه، وفق ما كشف عنه بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فإن هذه القضية لها قضايا أخرى مماثلة تكون نهايتها إما السراح المؤقت دون إقفال الحدود، الذي ينتهي بفرار المتهم أو تنازل أسرة الضحية وحصول المعني بالأمر على حكم مخفف، وهو ما جرى مثلا مع مواطن سعودي سنة 2014 بمراكش أيضا، والتي كانت ضحيته أيضا قاصرا.

وعلى عكس قضية المواطن الكويتي، ففي هذه القضية أبان قاضي الجلسة عن غضبه من توقيع أب الضحية التي اغتصبت بطريقة شاذة، على تنازل لصالح المدعى عليه البالغ من العمر 30 عاما، والذي كان قد ضبط داخل شقة معدة للدعارة رفقة فتاتين، واتضح أن وسطاء دخلوا على الخط لإقناع الباب بالتنازل مقابل "تعويض مالي" بعدما تم إغلاق الحدود في وجه المتهم، لتنتهي القضية بالحكم عليه بعقوبة مخففة قوامها ثلاثة أشهر حبسا نافذا.

"فنان مكبوت"

وعلى رغم من بشاعة القضيتين المذكورتين، فهناك قضايا أخرى أكثر بشاعة وغرابة، أشهرها قضية تعود أطوارها لسنة 2018 وتختلط فيها "الدعارة" بـ"الاتجار بالبشر"، والمتورط فيها ليس سوى فنان إماراتي معروف، والذي ضبط داخل فيلا معدة للفساد بمدينة مراكش رفقة 10 أشخاص آخرين من جنسيات خليجية وأجنبية وبرفقتهم 32 فتاة مغربية في "حفلة للجنس الجماعي".

وكانت القضية تسير باتجاه "الطي" في صمت، لولا أن الأخبار تسربت لوسائل الإعلام التي كشفت عن هوية المعني بالأمر، وفي الوقت الذي قام أصدقاؤه ومقربون منه بـ"نفي" الاتهامات، استطاع دفاعه إقناع النيابة العامة بمتابعته في حالة سراح بعد 24 ساعة من تواجده رهن الحراسة النظرية، وهو ما تم دون إقفال الحدود في وجهه، ليقوم مباشرة بعدها بركوب الطائرة والعودة إلى بلاده، لكن المستفز في الأمر كان هو نشره لصورته ضاحكا من داخل الطائرة عند وصوله إلى الإمارات.

تهمة واحدة و"مُعاملتان"

ومن أغرب القضايا التي تظهر "المعاملة التفضيلية" للخليجيين على حساب المغاربة في قضايا الدعارة، قضية تعود تفاصيلها لسنة 2009 بمراكش أيضا، حين اعتقلت الشرطة القضائية مواطنَين خليجيَين إلى جانب 3 فتيات مغربيات داخل شقة معدة للدعارة ووجهت للجميع التهم نفسها، لكن المفاجأة كانت أن الرجلين مُتعا بالسراح مقابل كفالة، فيما اقتيدت الفتيات إلى الاعتقال الاحتياطي.

وخلال الاستماع إليهما، كشف المعنيان بالأمر أنهما يعملان في وزارة الداخلية ووزارة الطيران ببلديهما، الشيء الذي استغله دفاعهما للمطالبة بتمتيعهما بالسراح مقابل ضمانات مالية دون إغلاق الحدود في وجهيهما، وهو ما جرى بالفعل حيث قام كل منهما بأداء كفالة قيمتها 5000 درهما، وفورا تم إطلاق سراحهما ليقتنيا تذكرتي طائرة ويلوذا بالفرار نحو أوروبا، أما الفتيات المغربيات فقد تم اقتيادهما إلى السجن.

سخرية وإهانة

ويبدو أن تكرار مثل هذه الحالات، جعل الكثير من الخليجيين ينظرون إلى المغرب بنظرة متعالية ومُهينة باعتباره بلدا للمتعة الجنسية غير المحفوفة بالمخاطر، بل إنهم صاروا يتندرون بذلك علنا، وهو الأمر الذي لم يتورع عنه حتى تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد السعودي ورئيس الهيأة العامة للترفيه بالسعودية، الذي حل ضيفا على أحد برامج قناة "روتانا خليجية" وتندر بالمغامرات الجنسية لأحد لاعبي المنتخب السعودي.

وخلال مروره في البرنامج قال تركي آل الشيخ "أنا عندي مشكلة مع (اللاعب) فهد المولد الآن، قاعد أحاول أتصل عليه ما لقيته، وديناه لمانشستر يونايتد... طيب يا فهد رحت لمانشستر يونايتد اتدربت، طيب الترانزيت عن طريق مراكش ليش؟"، في إشارة ضمنية إلى أن اللاعب دخل المغرب من أجل الدعارة، وهو الأمر الذي أثار ضحك الحاضرين واللاعب نفسه.

وسارت تعليقات حول مثل هذه "الغزوات الجنسية" أمر معتادا حتى من لدن مواطنين خليجيين عاديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أكثرها إهانة كان من طرف شخص إماراتي يدعى راشد عبد العزيز، والذي نشر على الفيسبوك صورة مرسومة تُظهر طفلة ترتدي قميصا عليه العلم المغربي ويدا ممدودة لها بها أوراق نقدية خليجية ومعها عبارة تقول "تلخيص رحلتي إلى المغرب في صورة"!

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...