الـ PAM.. "صِراع للأجنحة".. نداءات "تسخينية" ومؤتمر على فوهة بركان

مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة بدأت الحركات التسخينية بسلسلة "نداءات" ظاهرها مطالب الموقعين عليها بتجاوز الصراعات الدائرة رحاها بين قيادات الحزب، وباطنها حركات تسخينية استعدادا للمؤتمر الوطني الرابع للحزب وما يمكن أن الظفر به كل طرف آنذاك من مهام ومسؤوليات.

لجنة تحضيرية بطابع "السرية"

من بين مخرجات أشغال الدورة الرابعة والعشرون للمجلس الوطني للبام المنعقدة مؤخرا بـسلا، المصادقة على تركيبة اللجنة التحضيرية التي ستشرف على كل صغيرة وكبيرة تهم المؤتمر الوطني الرابع للجرار.

المهدي بنسعيد، عضو سكريتارية المجلس الوطني للحزب، وفي تصريح له لموقع "الصحيفة" قال أن اللجنة التحضيرية ستعقد أول اجتماع لها يوم السبت 18 ماي الجاري، مرتقبا أن لا يتجاوز عدد أعضاء اللجنة التحضيرية 140 شخصا على أبعد تقدير، سيتوزعون على لجان وظيفية وهي: لجنة القوانين - لجنة الفرز - لجنة اللوجيستيك - لجنة الوثيقة السياسية - لجنة البيان الختامي.

وعن تاريخ انعقاد المؤتمر، قال بنسعيد إن التوجه العام لدى أعضاء من المكتبين السياسي والفدرالي يسير في اتجاه تنظيم المؤتمر قبل متم يوليوز المقبل، لكن، يضيف ذات المتحدث "إن لم تستطع اللجان الوظيفية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية إنهاء أشغالها قبل هذا الآجال، خصوصا لجنة الفرز التي ستشرف على إعداد مسطرة انتداب المؤتمرين ومعها كوطا الجهات، إضافة إلى أنها ستشرف ميدانيا على اللقاءات والجموع العامة الخاصة بانتداب المؤتمرات والمؤتمرين بمختلف الأقاليم والجهات، فإن تاريخ انعقاد المؤتمر سيؤجل إلى شتنبر على أبعد تقدير".

بنسعيد تحدث في ذات التصريح عن الظروف والإكراهات الحزبية التي ينظم فيها المؤتمر، معتبرا أن "المجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر الوطني الثالث وصل عدد أعضائه إلى حوالي الألـف عضو، وهو رقم كبير جدا". لهذا، هدفنا في اللجنة التحضيرية، يضيف بنسعيد، أن لا يتجاوز عدد المؤتمرين الـ 3000 عضو، مما يعني أن عدد أعضاء المجلس الوطني سيكون في حدود 300 عضو، وهو عدد معقول جدا.

نداءات تسخينية لتجاوز كبوات صراعات مصلحية

بتاريخ 18 أبريل 2018 أصدر عدد من القياديين المحسوبين على جيل المؤسسين لحزب الأصالة والمعاصرة "نداء المسؤولية"، عبروا من خلاله رفضهم لـ "تفاهة الممارسات التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، النابعة أساسا من الحسابات الانتهازية الضيقة أو حتى من بعض النزاعات الفوضوية أو العدمية".

الموقعون على هذا النداء وهم أمناء عامون سابقون للحزب: حسن بنعدي، الشيخ محمد بيد الله، مصطفى بكوري، إضافة إلى علي بلحاج ومحمد بنحمو، إلتزموا بتحمل المسؤولية المعنوية اتجاه مشروع الحزب، وتقديم المساعدة "لتقويم المسار في تجاوب مع كل الطاقات البناءة الطموحة الايجابية التي يزخر بها الحزب مركزيا وجهويا".

بعد أقل من شهر، وبالضبط بتاريخ 08 ماي، أصدر عدد من القياديين الشباب "نداء المستقبل"، جاء فيه "إن الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكال ديمقراطية في معالجته للخلافات الداخلية، إذ طغت العصبية وتضخمت العوامل الذاتية، وهيمنت المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن..".

الموقعون على هذا النداء انتفضوا، من جهة، ضد ما اعتبروه محاولات "للتسويات التكتيكية"، في إشارة إلى اللقاءات المغلقة التي تعقد بين الفينة والأخرى بين عدد من القياديين من أجل التوصل إلى تسويات وتوافقات تراعي مصالح البعض الشخصية، ومن جهة أخرى، ضد ما وصفوه بـ "السباحة الفكرية في سياق التأسيس"، وهو ما يُفهم منه رفضهم لـ "نداء المسؤولية" الذي أصدره محسوبون على "جيل التأسيس".

كما طالبوا في ذات النداء بجيل جديد من القيادات، وهو ما يتطلب بحسبهم تمكين الشباب من حقهم في التداول على المهام والمسؤوليات داخل الحزب.

المؤتمر الوطني .. "ديربي" جيل التأسيس وجيل الشباب

الاستعدادات التي ستباشرها اللجنة التحضيرية قصد التهييء للمؤتمر الوطني الرابع، سبقتها أخرى باشرها عدد من المرشحين المحتملين للظفر بكرسي الأمانة العامة لحزب يعتبر ثاني قوة سياسية في البلاد.

وإذا كان حكيم بنشماش الأمين العام الحالي للحزب الأصالة والمعاصرة قد أسرَّ لمقربيه أنه سيضع ترشحه لخلافة نفسه كأمين عام للحزب، وهي نفس الرغبة التي عبر عنها كل من الشيخ محمد بيد الله ومصطفى بكوري وهما أمينين عامين سابقين، فإن أخبارا من داخل كواليس "البام" تقول بأن عبد اللطيف وهبي المحامي والقيادي في الحزب والذي توارى عن الأنظار في الفترة الأخيرة، هو الماسك بخيوط مجموعة الموقعين على "نداء المستقبل" وأنه سيعلن ترشحه في اللحظات الأخيرة كـ "جوكر" جيل الشباب.

وعلى الرغم من كل التطمينات التي يحاول حكيم بنشماش الأمين العام للحزب تصريفها بكون النقاش الداخلي واختلاف التقديرات ووجهات النظر وحتى المواقف دليل على الحياة الجيدة التي يعيشها "البام"، فإن الثابت أن الرمال المتحركة قد تمكنت من عجلات "الجرار" وهي ماضية في استنزاف قدرته على الحياة في مشهد حزبي وسياسي فقد الكثير من بريقه وجاذبيته.