القوات المغربية تشن قصفا متواصلا لفرض السيطرة الكاملة على طول الحدود الموريتانية

 القوات المغربية تشن قصفا متواصلا لفرض السيطرة الكاملة على طول الحدود الموريتانية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 22 نونبر 2022 - 23:00

عادت القوات المغربية لتشن عمليات القصف على طول الحدود الموريتانية من أجل فرض السيطرة الكاملة والقضاء على أي تحركات مشبوهة، حيث استعملت طائرات "درون" لقصف عدد من الأهداف، وفق ما أكدته عناصر موالية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية صباح اليوم الثلاثاء.

ووفق ذات المصادر، فإن عمليات القصف التي نفذتها طائرات بدون طيار مغربية، أدت إلى استهداف عدد من وسائل النقل وتسبب في خسائر مادية عديدة، لكن لم يتم الكشف بعد ما إذا كانت هناك خسائر بشرية، مشيرة إلى أن عمليات القصف تمت على مقربة من الحدود الموريتانية الشمالية.

ولا تُعتبر عمليات القصف التي شنتها القوات المغربية، اليوم الثلاثاء، هي الأولى من نوعها، بل سبق أن قامت "الدرونات" المغربية بعدة طلعات في الشهور والأسابيع الماضية، لقصف جميع التحركات غير المشبوهة، وتداولت أنباء عن سقوط عدد من القتلى، من  بينهم موريتانيين يتجاوزون الحدود الموريتانية ودخول الصحراء المغربية للتنقيب عن الذهب.

وتُعتبر طلعات القصف التي تشنها القوات المسلحة المغربية بين الحين والأخر على مقربة من الحدود الموريتانية، هدفها فرض السيطرة الكاملة على الحدود الموريتانية ومنع أي تسرب أو توغل لعناصر جبهة "البوليساريو" الانفصالية الي تنطلق من الحدود الجزائرية وبالقرب من الحدود الموريتانية من أجل الاقتراب من الجدار الأمني المغربي في الصحراء والقيام بعمليات القصف.

ويرى متتبعون للأحداث في الصحراء، أن المغرب يُكثف من عمليات القصف على الحدود الموريتانية للتأكيد على أنه يعتبر هذه المناطق هي جزءا من أراضيه الصحراوية ولا تحدها سوى الحدود الشمالية الموريتانية، في إطار ما يبدو مخططا لتثبيت السيطرة على الحدود الموريتانية قبل الانتقال لفرض السيطرة على الحدود الجزائرية.

كما أن توجه القوات المغربية للتركيز على هذه المناطق القريبة من الحدود الموريتانية، تتزامن مع رغبة الرباط في التقدم نحو إنجاز ميناء بحري للتبادل التجاري في منطقة الكويرة، التي يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه الصحراوية في الوقت الذي تتحدث أطراف سياسية موريتانية أن تلك المنطقة تنتمي للأراضي الموريتانية.

وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من أن نواكشط تعترف بما يُعرف "الجمهورية الصحراوية" التي أنشأتها "البوليساريو"، إلا أنها تتعامل مع القوات المسلحة المغربية على حدودها الشمالية وتتعاون معها في مجال محاربة كافة أنواع التهديدات والأعمال غير القانونية، وتُحذر الموريتانيين من الخروج خارج حدودها المرسومة والمعترف بها دوليا.

ولوحظ في السنتين الأخيريتين توجه المغرب إلى اعتبار جميع الأراضي التي تحدها الحدود الجزائرية من الشرق والحدود الموريتانية من الجنوب، هي أراض مغربية، وبالتالي أي هدف مشبوه في هذه المناطق هو عرضة للقصف، في حين تعتبر "البوليساريو" ان الأراضي التي تقع خارج الجدار الأمني المغربي هي أراضي محررة تابعة لها، إضافة إلى منطقة عازلة في الوسط.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...