المغرب يستورد من إسبانيا 60 جيغاواط في الساعة يوميا من الغاز الطبيعي عبر التدفق العكسي للأنبوب المغاربي الأوروبي
كشفت أرقام تدفقات الغاز الطبيعي من وإلى إسبانيا أن خط الأنابيب المغاربي الأوروبي بدأ بالفعل عمله بشكل عكسي انطلاقا من يونيو الماضي، وذلك بنقل 60 جيغاواط في الساعة يوميا من تدفقات الغاز الطبيعي الذي يستورده المغرب بشكل مسال من دول أخرى، في الوقت الذي انخفض فيه اعتماد إسبانيا على واردات الغاز الجزائرية بنسبة 5 في المائة مقارنة بشهر ماي.
ووفق الأرقام الرسمية لتدفقات الطاقة الخاصة بشهر يونيو، فإن أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي لم يشهد وصول أي قطرة من الغاز إلى إسبانيا، وهو أمر منطقي بسبب عدم تجديد الجزائر لعقد التوريد عبر الخط المار من الأراضي المغربية منذ متم أكتوبر 2021، لكنه في المقابل أصبح يُستعمل لنقل الغاز بشكل عكسي من إسبانيا إلى المغرب.
وتقول الأرقام الإسبانية إن المعدل الحالي لصادرات الغاز إلى جيرانها الجنوبيين تعني وصول 1800 جيغاواط من الطاقة شهريا، وهو رقم أكبر مما استوردته إسبانيا من أوروبا الشمالية عبر أنبوب غاز "البيريني" الذي لم يتجاوز حجمه 721 جيغاوات في الشهر، في حين استخدم الخط نفسه في الاتجاه المعاكس أيضا لنقل أكثر من 3000 جيغاواط في الساعة شهريا.
وفي المقابل أضحى اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري مقتصرا على الأنبوب العابر للبحر الأبيض المتوسط والذي يربط البلدين مباشرة عبر سواحل ألميريا، وقد صدرت الجزائر الشهر الماضي 7345 جيغاوات في الساعة يوميا، وهي نسبة أقل بـ5 في المائة مقارنة مع ما جرى استيراده الشهر الذي سبقه، حيث بلغ إجمالي ما توصل به الإسبان 7711 جيغاوات في الساعة.
ومع بداية شهر يوليوز الجاري، تم الإعلان رسميا عن شروع المغرب في استقبال شحنات الغاز المسال لأول مرة في تاريخه، ويتعلق الأمر بكميات يأتي جلبها عبر السفن إلى موانئ إسبانيا، وفي محطاتها يتم تعويل الواردات مرة أخرى إلى الحالة الغازية قبل نقلها إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي، وذكرت تقارير أن مصدر هذا الغاز هو الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي 5 يوليوز الجاري قال بلاغ مشترك للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، عن إعادة تشغيل محطتي توليد الطاقة ذات الدورة المركبة بتهدارت وعين بني مطهر باستخدام الغاز الطبيعي المسال المستورد من السوق الدولية، مبرزا أن تزويد المحطتين بالغاز الطبيعي يتم تأمينه بواسطة أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي من خلال الربط المشترك للغاز بين المغرب وإسبانيا وفق تدفق عكسي.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :