المغرب يَصرف أزيد من 7 ملايير دولار لـ"تنمية مُدنه" إسمنتيا

وصل إجمالي المبالغ المرصودة لبرامج التنمية الحضرية بالمغرب إلى أكثر من 77 مليار درهم، ذهبت حصة الأسد منها لبرنامج تنمية الدار البيضاء الكبرى، والذي تجاوز 33 مليار درهم، غير أن مجموعة من البرامج لا زالت في طور الإنجاز بالرغم من انقضاء الفترة المخصصة للبرنامج.

وتم تخصيص 33.6 ملايير درهم لبرنامج تنمية الدار البيضاء، فيما حصل برنامج "الرباط مدينة الأنوار" 9.42 مليار درهم، وهو البرنامج الذي انطلق العام الماضي وسيستمر إلى غاية 2024، في حين خُصص للبرنامج الاستراتيجي لتنمية إقليم القنيطرة 8.32 مليار درهم، وامتد ما بين 2014 و2017.

وكان برنامج "طنجة الكبرى" أكثر برامج التنمية الحضرية التي حظيت بالاهتمام الإعلامي والشعبي، ليس فقط لكونه الأول من نوعه، ولكن أيضا للإشراف الملكي المباشر عليه والمبلغ الكبير المخصص له والمحدد في 7.6 ملايير درهم، وقد امتد البرنامج ما بين سنة 2013 و2017.

وكان لمدينة الحسيمة أيضا برنامجها التنموي الذي حظي بإشراف ملكي، ويتعلق الأمر ببرنامج "منارة المتوسط"، الممتد ما بين 2015 و2019 بقيمة مالية وصلت إلى 6.5 ملايير درهم، وهو مبلغ أكبر أكبر من ذاك المخصص لبرنامج "مراكش الحاضرة المتجددة"، والمتمثل في 6 ملايير درهم.

وحظيت مدينة تطوان أيضا برنامجها التنموي الحضري المندمج الممتد ما بين 2014 و2017 بقيمة 4.55 مليار درهم، فيما خُصص لبرنامج التأهيل الحضري لمدينة سلا مليار و140 مليون درهم.

ولم تنجُ هذه البرامج من ملاحظات وانتقادات رغم شموليتها وطموحها التنموي، وذلك بسبب عدم تطابق ما هو منجز على أرض الواقع مع ما كان متوقعا، ففي طنجة مثلا، ورغم مرور نحو سنتين على انتهاء فترة البرنامج، لا زالت مجموعة من مشاريع البنى التحتية والمرافق العمومية لم تنته أو لم تبدأ بعد، فمشاريع مثل المحطة الطرقية والمحجز الجماعي والمجزرة العمومية وقصر الثقافة لم تُدشن إلى الآن، والأمر نفسه ينسحب على مدينة تطوان التي شهدت توقف بعض المشاريع على غرار مشروع الملعب الكبير.

لكن أخطر تحد واجهته برامج التنمية الحضرية كان بمدينة الحسيمة، إذ تسبب تباطؤ إنجاز المشاريع هناك، خاصة المرتبطة بقطاعات الصحة والتعليم والتشغيل، لتغذية احتجاجات الريف والتسبب في أزمة ثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، أدت إلى ما يعرف بـ"الزلزال السياسي" حيث أعفى الملك محمد السادس عدة مسؤولين حكوميين إثر التحقيق الذي هم برنامج "منارة المتوسط".