الملك عبر عن ثقته فيه ووصف والده بـ"رجل الدولة الكبير".. محمد ديبي رابع وريث لحُكم جمهوريةٍ إفريقية

 الملك عبر عن ثقته فيه ووصف والده بـ"رجل الدولة الكبير".. محمد ديبي رابع وريث لحُكم جمهوريةٍ إفريقية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 22 أبريل 2021 - 20:30

تولى الجنرال محمد إدريس ديبي، البالغ من العمر 37 عاما فقط، منصبه على رأس المجلس العسكري الانتقالي أمس الأربعاء، تمهيدا لتنصيبه رئيسا لدولة تشاد بعد عام ونصف خلفا لوالده إدريس ديبي إتنو، الذي قتل خلال معارك مع متمردين في شمال البلاد، ليصبح رابع شخص يرث الحكم عن أبيه في إحدى الجمهوريات الإفريقية، متمتعا بدعم العديد من دول العالم ومن بينها المغرب، إذ توصل برسالة تعزية من الملك محمد السادس الذي أعرب عن ثقته في قدراته على "قيادة الانتقال الديمقراطي".

وخلَفَ الجنرال الشاب، خريج المدارس العسكرية المشتركة في عاصمة البلاد نجامينا، والده "الماريشال" البالغ من العمر 68 عاما، والذي قتل بعد يوم واحد من إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة قاربت 80 في المائة من الأصوات، ليظفر بولاية سادسة بعد قيادته البلاد لما يزيد عن 30 عاما، وقد كان محمد ديبي محط ثقة كبير لوالده، فبالإضافة إلى تعيينه رئيسا للحرس الشخصي للرئيس كان أيضا مديرا عاما لأمن مؤسسات الدولة ونائبا لقائد القوات المسلحة التشادية، كما سبق أن خاض معاركة ميدانية ضد المتمردين.

وقبل  محمد ديبي، عرفت إفريقيا وراثة 3 رؤساء لآبائهم في نظام جمهوري، أولهم جوزيف كابيلا، الذي ظل رئيسا لجمهورية الكونغو الديمقراطية ما بين 2001 و2019 مباشرة بعد اغتيال والده لوران ديزيري كابيلا، وفور إياديما رئيس جمهورية توغو الذي تولى رئاسة البلاد منذ 2005 عقب وفاة والده غناسينغبي إياديما، ثم علي بانغو رئيس الغابون منذ 2009 خلفا لوالده الراحل عمر بانغو.

وكان إدريس ديبي صديقا للمغرب، وذلك منذ سحب بلاده الاعتراف بانفصاليي جبهة "البوليساريو" سنة 2006، وفي 2017 لعب دورا محوريا في عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي عندما كان رئيسا للمنظمة، حيث تصدر محاولات عرقلة طلب الانضمام التي قادتها المفوضة الإفريقية حينها نكوسازانا دلاميني زوما، وعمل على حشد دعم الدول الإفريقية لصالح المملكة، كما أن بلاده كانت من بين الدول التي دعمت علنا تحرك الجيش المغربي في الكركارات في نونبر 2020.

ويفسر هذا القرب ما ورد في رسالة التعزية التي بعث بها الملك محمد السادس لنجله، حيث جاء فيها "أود أن أشيد بذكرى رجل الدولة الكبير الذي خدم بحماس وقناعة مصالح أمته، كما شهد على ذلك إعادة انتخابه مؤخرا لولاية رئاسية جديدة"، وتابعت الرسالة أن العاهل المغربي مقتنع بأن محمد ديبي، رئيس المجلس العسكري الانتقالي "سيكون قادرا على قيادة الانتقال السياسي لجمهورية تشاد، وترسيخ أسس دولة مستقرة ومزدهرة، والتي من شأنها المساهمة في أمن مجموع منطقة الساحل والصحراء، والتي ما فتئ يعمل الفقيد على تحقيقه".

ووفق ما جرى الإعلان عنه رسميا في تشاد، فإن محمد ديبي سيقود البلاد عبر رئاسته للمجلس العسكري الانتقالي لمدة 18 شهرا، سيقوم خلالها بوضع أسس مجموعة من المؤسسات الجديدة للدولة، وستختتم المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات رئاسية وعد بأن تكون "حرة ونزيهة"، غير أن مراقبين يتوقعون ترشحه وفوزه فيها ليحمل حينها صفة رئيس الجمهورية.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...