الوَطَنُ إلى أَمَام!

 الوَطَنُ إلى أَمَام!
أحمد إفزارن
السبت 24 أكتوبر 2020 - 11:14

▪هذا وَطنُنا..
وطنُ الأمسِ واليَومِ والغَد..
مَرسُومٌ في أحلاَمِنا، ومَرصُودٌ في المُستَقبَل..
وَليس هذا فقطّ.. وَطنُنا إنسانٌ وكائناتٌ وتُربةٌ وحِجارةٌ وهَواءٌ وماءٌ وما تحتَ الأرضِ وفي الأجواء..
هو كُلُّ هذا..
وفوقَ هذا، هو رابطٌ تاريخِي وجغرافِي، وامتِدادٌ لمَدارِ كَوكبِ الأرض، وأغوارِ الكَونِ اللاّمُتَناهِي..
وهو العقلُ والتّدبِير..
والفِكرُ والحِكمةُ والإبدَاع..
وَطنُنا قد تَعرّضَ لمَدّ وجَزر.. وهَزّاتٍ فيها ما انتَهَى.. ومَا إلى الآنَ نُعانِي.. وبفضلِ تضحياتِ وإصرارِ بناتِهِ وأبنائه، يتَعافَى شيئًا فشيئًا، ويَتَحرّكُ إيجابيّا، وأكثرَ فأكثر، في كلّ الاتّجاهات..
وهذا وَطَنُنا: سائرٌ إلى أَمام..
هو أَرضٌ ومَاضٍ يَقُودُنا ونقُودُه على بساطٍ مُسَالمٍ إلى غدٍ آمِن، ومُستَقبَلٍ مُضِئ، لنا ولأبنائِنا وأحفادِنا، ولكُلّ الإنسانيّة.. إنه مسِيرةٌ ناضجةٌ في اتّجاهِ الأفُق، ومن خِلالهِ: ما وَراءَ الأفُق..
الوَطنُ مَكانٌ وزَمان، ومَعهُما، وفيهِمَا، نحنُ مُنصَهِرُون، مُنخرِطُون.. إنّنا والوَطنُ معًا، يدًا في يَد، مُشارِكُون، مُتَشارِكونَ شُرَكاء، فاعِلُون فعّالُون..
ومَعًا نَبنِيه، وهو يَبنِينَا.. والبِناءُ مُشترَك.. وفي أعماقِنا هو جاهِز.. وفي أحلامِنا قائِم..

▪وفي المَيدانِ نُنجِزُ أوراشَ الوَطنِ أَشطُرًا لا تنقَطِع..
وكلّ يومٍ نبنِي جدِيدًا.. ونُضِيفُ إلى الأمسِ جديدَ اليوم.. ثم جديدَ الغد..
ولا نهايةَ للطّمُوح.. لا نهايةَ للبِناء.. بناءٌ في الذّاتِ وفي الآخَر.. بِناءٌ للمُواطنِ الإنسان، والإنسانِ ذي الأبعادِ الكَونيّة..
وكلّنا بِناءٌ لا يَنقَطِع.. ولا يتَوقّف..
بناءٌ للحاضِرِ والآتِي..
استِكمالٌ لِما لَم يَكتَمل، وتَصمِيمٌ لِما سوفَ يأتِي..
والآتِي نحنُ نَرسُمهُ ونُصمّمُه ونَصنَعُه..
وهذا هو الوَطَن.. وطنٌ هو قِطعةٌ مِنّا.. وفي أحلامِنا هو الكُلّ.. هو البِناءُ الجاهِز..
ولا مُساوَمَة في الوَطَن.. وطنٌ لا نُريدُه إلاّ كامِلا، مِن أجلِ أبنائِنا وأحفادِنا، وما سوفَ يأتِي..

▪وَطَنُنا ليس الحاضرَ فقط، إنه الغَد..
نَبنِيهِ للغَد.. للأجيالِ القادمة.. لِكُلّ ما فيه الخيرُ للجمِيع.. لنا نحنُ البُناة.. وللإنسانيّةِ جَمعَاء..
وإنّنا بُناةُ الغَد!
وَمعَكُم، برُفقَتِكُم، نَبنِي، ونَبنِي، ثمّ نَبنِي..
ونسِيرُ إلى الأمام..
طريقُنا في اتّجاهِ الآتِي.. والمُستَقبَلُ هو الهَدَف..
ولا نُريدُ إلاّ أن يَكُونَ مُستَقبَلُ الوطنِ قيمةً مُضَافة..
المُستَقبَلُ يَحمِلُ الجَديد.. الأحسَن.. الأفضَل.. للأجيَالِ القادِمة..
وهذه من قِيّمِ المُواطَنَة، نَحملُها - في قُلُوبنا وإنجازاتِنا - إلى أحفادِنا وأحفادِ أحفادِنا، ولِكُلّ ربُوعِ الحياة..
قِيّمٌ هي التّساوِي في الحُقوقِ والواجِبات.. وتَحقِيقُ الأمنِ والأمانِ للجميع..

▪والحُرّيّةُ من أغلَى ما يَستَطيعُ الإنسانُ أن يَملِكَهُ لنفسِه ولغيرِه..
وبالحُرّيّة، تتَحقّقُ المَسؤولية، ويَتكوّنُ التّعايُش، والتّآزُر.. والتّآلفُ والتّكافُلُ والتّطوّع..
ويَعلُو الاحتِرامُ المُتبادَلُ بين الحاكِمِ والمَحكُوم..
احترامٌ يَنبَنِي على قيامِ كلّ مِنهُما بما له وما عليه.. له حقُوقٌ وعليه واجِبات.. وتَلبيّةِ نِداءِ الوَطن، إذا ما احتاجَ الوطَنُ إلى تَعاوُنٍ لتَجاوُزِ أيةِ صُعُوبة..
وجَبَ الالتِزامُ بالقانونِ المَدَني، وهذا هو الأساس، لكي يكونَ كلُّ مُواطنٍ قُدوةً لغيرِه في الانضباط، حتى لا يطغَى الفَساد..

▪وعلى الجميعِ أداءُ الضرائب..
هي مَورِدٌ ثابتٌ لمَصاريفِ الدّولة..
وعَدَمُ التّميِيزِ بين النّاس، بسَببِ الجِنسِ أو اللونِ أو الدّينِ أو الرأيِ الإيديُولوجِي..
والمُواطنُ يَستطيعُ أن يُساهمَ في مجالاتٍ كثيرة، ومنها الاحتياجاتُ الاجتِماعية، لتَجاوُزِ أيةِ ظروف، من جرّاءِ أعباءٍ اقتصادية..
وهذا التآزُرُ بين المُواطنِين أنفُسِهِم، وبينَ المُواطِنين والدّولة، لا يكُون بالإكراه، بل يتِمُّ عن طِيبِ خاطِر، وباقتِناعٍ بالواجبِ الوَطني..
وهذا هو الوَطنُ السّاكِنُ في قُلُوبِنا..
وَطنُ الحقوقِ والواجبات..
وَطنُ التآزُرِ والتضامُنِ والتعاوُن..
وَطنُ التشارُكِ في المَجهودِ الوطني، لتذليلِ الصّعاب، والتّمكّنِ بفضل التطوّع والعملِ المشترَك، وتبادُلِ الأفكارِ البنّاءة، لتطويرِ التعليمِ والصّحة والعَمل، وتطويقِ أيّ عبَث، بأيّ مَرفَقٍ عمومِي أو خُصُوصِي..

▪والقانونُ المَدَني فوق الجمِيع..
لا فرقَ بين هذا وذاك..
والكُلّ مُساهِمٌ، وبتِلقائية، وبلاَ ضُغُوط، في بناءِ الوطَن..
وطَنٌ من الجميع.. للجميع.. يُبنَى على أكتافِ الجمِيع..
ولا فَقرَ فيهِ ولا ظُلمٌ ولا رِيعٌ ولا انتِهازيّة..
الحُقوقُ مَضمُونةٌ لذوِي الحقوق..
ولا مَساسٌ بأيةِ حقوق..
ولا فَرقَ في الحُقوقِ بين رجُلٍ وامرأة..
الكُلّ سَواسيّةٌ أمام القانُون..
في وَطَنٍ هو دولةُ المؤسّسات..
دَولةُ القانُون!

[email protected]

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...