انتقاد الجمهور المغربي لزياش في الـ CAN هل دفع احتارين لاختيار هولندا؟

 انتقاد الجمهور المغربي لزياش في الـ CAN هل دفع احتارين لاختيار هولندا؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
السبت 9 نونبر 2019 - 10:34

اختار اللاعب محمد احتارين، نجم فريق "بي إس في" آيندهوفن، قبل أيام، اللعب دوليا، للمنتخب الهولندي بدلا  من المنتخب الوطني المغربي، بعد نجاح مساعي الاتحاد المحلي والمدرب رونالد كومان، في إقناعه بحمل قميص "الطواحين".

وبالرغم من خلو قائمة الـ 24  لاعبا التي وجها لها المدرب كومان الدعوة لمواجهتي استونيا وإيرلاندا، المقبلتين برسم تصفيات كأس أمم أوروبا2020، (خلوها) من اسم محمد احتارين، إلا أن الأخير قد قطع الشك باليقين حول تمثيليته الدولية مستقبلا، ليصدم مجددا القائمين على الشأن الكروي المغربي، ويطرح معه تساؤلات حول دوافع هذه القرارات الفجائية ومدى تأثير الضغط الجماهيري على اللاعبين المغاربة المزدوجي الجنسية، في ترجيح كفة المنتخب المغربي على موطن النشأة.

حكيم زياش.. نموذج يحتدى به

في هولندا، حيث تستقر جالية مغربية مهمة، تنجب مواهب كروية عدة، لازال منتخبها الوطني يتحسر على عدم حمل حكيم زياش للقميص البرتقالي، الأخير الذي قاوم الانتقادات اللاذعة عندما لبى نداء بادو الزاكي ثم هيرفي رونار، كما أغلق الباب في عديد المرات في وجه استفزازات أمستردام حول اختياره اللعب للمنتخب المغربي.

وبالرغم من تضحيات زياش لحمل قميص "الأسود"، إلا أن علاقته بأنصار المنتخب لم تتميز بالصفاء، نظرا للمردود الذي يقدمه اللاعب، حيث طالته الانتقادات في أكثر من مناسبة، كما تحمل على عاتقه مسؤولية الإخفاق في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بمصر، بعد تضييعه لضربة جزاء حاسمة أمام منتخب البنين في دور ثمن النهائي.

وإن كان زياش يقاوم الضربات، من الرباط كما في آينشخيده، حيث كانت بدايات صافرات الاستهجان الجماهير الهولندية، قبل سنوات، فإن "كاريزما" بعض اللاعبين قد لا تلائم الوضع ذاته، مما يدفعهم للابتعاد عن الضغط والحفاظ على محيط لعب سليم، وهو ما ينطبق على حالة محمد احتارين، الذي يبلغ من السن السابعة عشرة، كما لايزال في بداية مشواره في "الارديفيزي". هناك في بلاد "الطواحين" التي لن يغفر له جمهورها بتكرار سيناريو نجم "الأياكس" 

فشل الجامعة أم عقلية مناصر؟

في قراءة سطحية لملف محمد احتارين، يتضح في البداية، أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فشلت في مساعيها لاستمالة اللاعب لحمل قميص المنتخب الوطني، بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس فوزي لقجع الذي بلغ به الحد حتى إلى حضور جنازة والد اللاعب، المتوفي قبل أسابيع. محاولة منه لخلق "الجو" المناسب من أجل اختيار نجم الـ PSV لنفس مسار حكيم زياش وأسامة الادريسي.

لكن، تبقى المسؤولية مشتركة في محيط المنتخب الوطني، بين المفاوضات الإدارية والتقنية، من جهة وعقلية الجماهير من جهة ثانية، الأخيرة التي تجعل من المناخ العام المحيط بـ"الأسود" صعبا لانسجام مواهب من أبناء المهجر، التي تربى جلها بعقلية وتكوين كروي مختلفين، وهو ما يفسر عدم تألق جلها ممن اختار اللعب للمنتخب المغربي، بالرغم من الإمكانيات التقنية الكبيرة التي يتوفرون عليها.

مزدوجي الجنسية.. مستقبل غامض

موارد بشرية وإمكانيات كبيرة تسخرها الـFRMF، منذ سنوات، خلال منقبين منتشرين في مختلف الدول الأوروبية، من أجل القيام بمهام الرصد والتتبع للاعبين المغاربة "المزدوجي الجنسية" لاستمالتهم فيما بعد إلى اختيار القميص المغربي، لكن نجاعة العملية لم تعط ثمارها المرجوة من خلال النتائج المحققة، بالرغم من انتصار المغرب في عدة ملفات، بخصوص أسماء كانت على مشارف حمل قمصان منتخبات أخرى.

في الوقت الذي يسعى الناخب الوطني الجديد، البوسني وحيد خليلهودزيتش، لجلب أسماء جديدة لتعزيز تركيبته البشرية، فإنه يصطدم بواقع جديد، يتجسد في "الاستقطاب" وما ينبغيه ذلك من آليات جديدة وعصرية تواكب تطور كرة القدم، وما نموذج اللاعب كيفين مالكويت، مدافع نابولي الإيطالي، الذي رفض دعوة الالتحاق بـ"الأسود" مؤخرا، إلا صورة بين أخرى، قد ينضاف إليها نبيل تويزي، النجم الشاب لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي الذي يثير اهتمام الأعين التقنية الإسبانية في ظل عدم خوضه لأي مباراة مع المنتخب المغربي، مما ينبىء بمستقبل يلفه الغموض.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...