باللغة الفرنسية ويحمل شعار سفارة باريس بالمغرب.. وزارة الثقافة تخرق الدستور عند إطلاق تطبيق "طريق الإمبراطوريات"

 باللغة الفرنسية ويحمل شعار سفارة باريس بالمغرب.. وزارة الثقافة تخرق الدستور عند إطلاق تطبيق "طريق الإمبراطوريات"
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 20 أبريل 2022 - 21:56

عبر حملة إعلانية واسعة، أطلقت وزارة الشباب والثقافة والتواصل تطبيقا إلكترونيا يحمل اسم "طريق الإمبراطوريات"، الذي من المفترض أن يقرب مستخدميه إلى التاريخ الحافل للدولة المغربية من خلال زيارات ثلاثية الأبعاد تقودهم إلى 6 مواقع أثرية تعود إلى الفترة الممتدة ما بين القرن العاشر والقرن السادس عشر، والتي كانت مجالا للرهانات السياسية والاقتصادية للسلالات الحاكمة بالمملكة، غير أن هذه المبادرة حملت معها مفاجأة غير سارة.

فالوزارة المكلفة بالثقافة فاجأت المغاربة بأنها اختارت لهذا التطبيق لغة واحدة، ليست لا العربية ولا الأمازيغية المنصوص عليهما دستوريا كلغتين رسميتين للمملكة، بل اللغة الفرنسية، والمثير في الأمر أكثر أن التطبيق بدا وكأنه متبنى من طرف باريس، لأن الشعارين اللذين يرافقان الشعار الرسمي للمغرب على صدر واجهة التطبيق هما الخاصان بالسفارة الفرنسية بالرباط ومركز "جاك بارك" للأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

وبدا التطبيق وكأنه موجه للفرنسيين حصرا لا للمغاربة ولا للناطقين بالعربية ولا حتى لمختلف السياح والمهتمين بالتاريخ المغربي من أقطار العالم، والذين يشكل الناطقون بالإسبانية والإنجليزية جزءا كبيرا منهم، والمثير للانتباه هو أن الوزارة التي يوجد على رأسها المهدي بن سعيد، لم تنتظر إلى حين الانتهاء من إنجاز التطبيق بشكل كامل حتى يضم اللغتين الرسميتين للمغرب، بل في إعلانها الذي نشرته يوم أمس الثلاثاء قالت إن مصالحها ستقوم "بتطوير هذا التطبيق عبر تزويده بمواقع أخرى والعمل على ترجمته للغتين العربية والأمازيغية".

وتُثير هذه الخطوة العديد من علامات الاستفهام حول مدى فهم الحكومة، وخاصة الوزارة المكلفة بالثقافة والوصية على حماية الإرث التاريخي المغربي، للخطر الذي يحيد بهذا الأخير، إذ إن دولا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الناطقة بالعربية تُتهم بـ"سرقة" هذا التراث ونسبه إلى نفسها أو تزوير الأحداث التاريخية لتحقيق أهداف سياسية أو بسبب ضعف المعرف بالحضارة المغربية، ما يجعل تأثير هذا التطبيق محدودا إلى أقصى حد.

كما أن هذه الخطوة تدفع للتساؤل حول ما إذا كانت الوزارة قد وضعت في اعتبارها أن المغاربة أيضا يحتاجون للتعرف أكثر على تاريخ بلدهم، وهي تختار لهم لغة لا يعترف بها الدستور لتكون الأصل، في حين جعلت من المحتوى العربي والأمازيغي المستقبلي ترجمات لا أكثر، ودون تحديد موعد لإطلاقه أساسا، علما أنها جعلته جزءا من علامة "تراث المغرب" التي قالت إنها تهدف للنهوض بالتراث الثقافي الوطني.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...