بايدن على أعتاب البيت الأبيض.. هل تُقبَر صفقة "التطبيع مقابل الصحراء" برحيل ترامب؟

 بايدن على أعتاب البيت الأبيض.. هل تُقبَر صفقة "التطبيع مقابل الصحراء" برحيل ترامب؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 5 نونبر 2020 - 19:44

عرف ملف الصحراء حلحلة واضحة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدت إدارته أكثر جدية من سابقاتها في السعي للوصول إلى حل نهائي تحت السيادة المغربية لهذا الملف، لكنها كانت أيضا تجعل منه جزءا من صفقة أشمل تتضمن التطبيع العلني مع إسرائيل والتي لم تتفاعل معها المملكة بشكل إيجابي حتى مع اقتراب ولاية الرئيس الحالي من نهايتها، الأمر الذي يشي بإقبار الفكرة نهائيا مع قرب خسارته للانتخابات الرئاسية.

واستنادا إلى النتائج المعلن عنها رسميا إلى غاية منتصف اليوم الخميس بالتوقيت المغربي، لا يزال المرشح الديمقراطي جو بايدن يتصدر السباق الرئاسي بـ264 صوتا في المجمع الانتخابي مع تقدمه في ولاية نيفادا التي تملك 6 أصوات والتي إن حسمها سيصل إلى عتبة 270 صوتا الكافية لضمان دخوله البيت الأبيض، في حين حاز ترامب 214 صوتا ويلزمه الفوز في كل الولايات الخمس غير المحسومة ليظل رئيسا لولاية ثانية، لكنه لم يحسم منها سوى ولاية ألاسكا ذات الـ3 أصوات.

وأظهرت إدارة ترامب إصرارا كبيرا على دفع المغرب إلى توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بشكل شامل مع إسرائيل على غرار الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، لدرجة أن وزير الخارجية مايك بومبيو حاول إقناع القصر الملكي بجلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معه خلال زيارته للرباط في 5 دجنبر 2019 كي يحظى باستقبال من طرف الملك محمد السادس، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض وانتهى بإلغاء العاهل المغربي لقاءه مع وزير خارجية واشنطن.

وخلال ولاية ترامب طفا على السطح مقترحٌ كشف تفاصيله موقع "أكسيوس" الأمريكي في فبراير الماضي، قال إن خلفه نتنياهو، الذي عرض ضمان الاعتراف الرسمي من الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء مقابل تبادل الرباط وتل أبيب للسفراء وتوقيع اتفاقية لتطبيع العلاقات، على أن تقوم إسرائيل أيضا بافتتاح قنصلية لها بإحدى مدن الأقاليم الجنوبية، وهو المقترح الذي حظي بدعم من الإدارة الأمريكية، لكن لم يصدر عن الرباط أي تعليق رسمي بخصوصه.

غير أن الخارجية المغربية لم تستبعد الاعتراف بإسرائيل مع ربط الأمر بضمان الحقوق الفلسطينية، وهو ما جاء على لسان الوزير ناصر بوريطة، الذي علق أمام مجلس المستشارين في فبراير الماضي حول خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن" أن دعم الرباط للمبادرة جاء على أساس اعترافها بحل الدولتين، موردا أن الحسم فيها يعود للسلطة الفلسطينية، قبل أن يعلق "يجب أن لا نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم"، وأضاف "القضية الدبلوماسية الأولى للمغرب هي قضية الصحراء".

ولا يبدو المسار الذي ستسلكه إدارة بايدن الجديدة بخصوص قضية الصحراء واضحا، ففي آخر تجربة للديمقراطيين بالبيت الأبيض شهدَ تعاملهم مع الملف مدا وجزرا، إذ خلال فترة تولي هيلاري كلينتون، المقربة من بايدن، لوزارة الخارجية، كانت واشنطن تميل أكثر نحو الطرح المغربي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، لكن الأمر اختلف في عهد جون كيري الذي كانت دبلوماسيته وراء مقترح توسيع مهام بعثة "المينورسو" في الصحراء لتشمل مراقبة وضع حقوق الإنسان.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...