بخسارة ترامب سباق الرئاسة.. هل نجا المغرب من فخ "الهرولة" نحو التطبيع مع إسرائيل؟

 بخسارة ترامب سباق الرئاسة.. هل نجا المغرب من فخ "الهرولة" نحو التطبيع مع إسرائيل؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 7 نونبر 2020 - 22:26

يبدو أن قدر دونالد ترامب أضحى أن يوصف بـ"الرئيس السابق" للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تأكد وصول منافسه جو بايدن إلى الأصوات اللازمة بالمجمع الانتخابي لضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يمهد لحدوث تغيرات كثيرة عبر العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي كانت إحدى محاور اهتمام الرئيس الجمهوري الذي حاول جاهدا طيلة أربع سنوات دفع الدول العربية إلى "فخ" التطبيع الشامل مع إسرائيل دون الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم أو الخروج من الأراضي المحتلة سنة 1967.

وكان المغرب أحد أبرز الدول العربية التي ركزت عليها إدارة ترامب، بداية بمحاولة دفع المملكة لدعم خطة السلام الجديدة المعروفة بصفقة القرن، والتي من أجلها بعث الرئيس الأمريكي صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنير للقاء الملك محمد السادس في ماي من سنة 2019 لضمان مشاركة وازنة للمملكة في "ورشة البحرين" التي ناقشت الجوانب الاقتصادية للصفقة، وهو ما لم يفلح فيه حيث اكتفت الرباط بإرسال مسؤول في وزارة الاقتصاد والمالية.

وظل المغرب يأخذ مسافة من "صفقة القرن" مع التشديد من خلال وزارة خارجيته على أن أي حل يتضمنه أي مقترح للسلام صادر عن الرئيس الأمريكي، يجب أن يضمن "حلا عادلا ودائما ومنصفا للصراع"، بالإضافة إلى استحضار حل الدولتين بما في ذلك إنشاء دولة فلسطينية "مستقلة وقابلة للحياة وذات سيادة" على الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، بحيث يتمكن الشعب الفلسطيني في العيش "بكرامة ورخاء واستقرار".

وفي الوقت الذي أبدت فيه دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصرا دعما غير متحفظ لخطة ترامب، كان المغرب يبدي عبر سبل عديدة رفضه لموضوع تحويل القدس الموحدة إلى عاصمة لدولة إسرائيل، وهو ما تم من خلال توقيع الملك والبابا فرانسيس الحبر الأعظم للفاتيكان خلال زيارة هذا الأخير للرباط، نداءً في 30 مارس 2019 يحث على ضرورة "ضمان الحرية الكاملة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث في الوصول إلى المدينة المقدسة"".

وظهر هذا التوجه واضحا قبل ذلك بيومين في البيان المشترك الذي وقعه الملك محمد السادس والعاهل الأردني عبد الله الثاني في القصر الملكي بالدار البيضاء، والذي شدد على "دعمهما الكامل للشعب الفلسطيني، من أجل استرجاع جميع حقوقه المشروعة، وتمكينه من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين".

وحاولت الرباط النأي بنفسها أيضا عن مسلسل التطبيع الذي رعاه ترامب بين مجموعة من الدول العربية وإسرائيل، انطلاقا من الإمارات ثم البحرين فالسودان، والذي يتضمن تبادل السفراء والتطبيع الاقتصادي والثقافي وإطلاق خطوط جوية مباشرة، وذلك رغم إصرار بنيامين نتنياهو على ضم المغرب إلى هذا المسلسل، وهو ما حاولت الإدارة الأمريكية فعله خلال زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى الرباط في دجنبر الماضي.

وحاول بومبيو حينها إقناع الديوان الملكي بتعديل تفاصيل زيارته ليتمكن من جلب بنيامين نتنياهو الذي التقى معه في البرتغال، معه إلى الرباط، لكنه الأمر انتهى برفض الملك محمد السادس لذلك بل وإلغاء استقباله المبرمج مسبقا مع وزير الخارجية الأمريكي الذي اكتفى بلقاء رئيس الحكومة ووزير الخارجية والمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، وهو ما نبهت إليه وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الملك "يرفض لقاء نتنياهو".

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...