بدأت أمام الإقامة الملكية وانتهت بحريق غابوي.. القصة الكاملة لمواجهة هوليودية بين عصابتي مخدرات بالمضيق

 بدأت أمام الإقامة الملكية وانتهت بحريق غابوي.. القصة الكاملة لمواجهة هوليودية بين عصابتي مخدرات بالمضيق
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 6 غشت 2020 - 21:40

مطاردة وسط الشوارع بين منتمين لعصابتين تحترفان تهريب المخدرات، تنتهي بانقلاب سيارة الشخص المطارَد واختفاء مطارِديه وسط الغابة.

في خضم كل ذلك، تتعطل سيارة المطاردين المنهكة جراء الاصطدامات المتتالية، فيقر أفراد العصابة التخلي عنها وإضرام النار فيها، لكن الأمور ستخرج على السيطرة وستندلع ألسنة اللهب في الغابة..

قد يبدو هذا سيناريو مبالغا فيه لفيلم إثارة وحركة، لكنه اليوم أضحى القصة الأقرب للتصديق التي تفسر حريق غابة "حوز الملاليين" بعمالة المضيق الفنيدق، الذي أتى على 1024 هكتارا من الغطاء الغابوي، واحتاج لـ4 أيام كاملة حتى تمت السيطرة عليه، كل ذلك في الوقت الذي كان فيه الملك محمد السادس يقضي عطلته على شواطئ المنطقة ذاتها.

ولم تتضح بعد العديد من تفاصيل هذه المغامرة، كما أن مجموعة من خيوطها تبدو متشابكة لدرجة الإرباك، لكن بالنسبة للكثير من سكان عمالة المضيق - الفنيدق هناك شبه إجماع على أن الحريق الغابوي ليس سوى نتيجة ختامية لمواجهة بين عصابتين للاتجار في المخدرات انطلقت قبل ذلك بساعات بالقرب من الإقامة الملكية بنواحي مدينة المضيق.

لكن، قبل الوصول إلى لحظة المواجهة، لنعد إلى أصل المشكلة بالتفاصيل المتفق عليها بين مصدرين عليمين بقضايا إقليم المضيق - الفنيدق تحدثت إليهما "الصحيفة"، فالأمر يتعلق بمحاولة للسيطرة على منافذ تهريب الحشيش بجماعة القصر الصغير، التابعة لإقليم الفحص - أنجرة، والتي يوجد على ترابها ميناء طنجة المتوسطي، هناك، حيث يحاول مهربان، أحدهما يلقب بـ"الطاحونة" والثاني بـ"بوتشي"، التخلص من بعضهما.

وفي غمرة هذا الصراع استطاعت مجموعة تابعة لـ"بوتشي" وضع يدها على سيارة من نوع "سيات" تحمل لوحة ترقيم إسبانية، واحتجزت ساقها لتجبره على الاعتراف أمام عدسة الكاميرا، بأن شحنة المخدرات التي كانت على متنها تعود لـ"الطاحونة" وشريكه الملقب بـ"ميسي"، وفي الفيديو، الذي حصلت "الصحيفة" على نسخة منه، يردد أحد أعضاء المجموعة أن عناصر غريمه "استبدلوا الشحنة وأخذوا الأموال".

ووفق رواية مصدري "الصحيفة"، فإن عصابة "الطاحونة" استطاعت التعرف على الشخص الذي صور الفيديو مستعمل في ابتزازها، والذي وصل إلى مجموعة من عناصر الأمن والدرك عبر تطبيق "واتساب"، فقررت الانتقام منه، وظلت تترصده إلى أن اكتشفت مكانه بحي "بوزغلال" غير بعيد عن الإقامة الملكية، وهناك ترصدته إلى حين ظهوره راكبا سيارة من نوع "تويوتا"، لتبدأ في مطاردته.

وتضيف المصادر ذاتها أن المطاردة تمت وسط المنطقة الحضرية، وبشكل هوليودي شرع الطرفان في صدم بعضهما، لكن عناصر "الطاحونة" الذين كانوا يستقلون سيارة من نوع "ميتشوبيتشي" كانوا أكثر "احترافية" من غريمهم، ليتمكنوا من قلب سيارته بالفعل قبل أن يغادروا المكان عبر طرق فرعية.

واتجهت المجموعة نحو غابة "حوز الملاليين" خارج المجال الحضري، متخذة طرقا غير معبدة، وهناك لم تعد السيارة المنهكة جراء الاصطدامات المتتالية، قادرة على مواصلة طريقها بعد تعطل محركها تماما، ما دفع راكبيها إلى استدعاء زملائهم الذين أحضروا سيارة أخرى لنقلهم من وسط الغابة، لكن قبل ذلك كان عليهم إخفاء معالم السيارة، ولم يجدوا وسيلة أنسب لذلك من إضرام النار فيها.

لكن هذه الخطوة لم تكن ذكية بما يكفي، فالنيران سرعان ما شبت في الأعواد اليابسة والعشب الجاف نتيجة حرارة الصيف، لتلتهم بعدها أجزاء واسعة من الغابة، إذ ظلت النيران مشتعلة منذ مساء السبت وإلى غاية يوم الأربعاء حين أعلنت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عن طريق رئيس المركز المغربي لتدبير مخاطر حرائق الغابات التابع لها، السيطرة على ألسنة اللهب.

وشارك في إخماد النيران 850 عنصرا تابعين للوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والمندوبية السامية للمياه والغابات والسلطات المحلية وأعوان الإنعاش الوطني، وتطلبت تحريك 4 طائرات تابعة للجيش و3 تابعة للدرك، لكن رغم ذلك فقدت الغابة 1024 هكتارا من غطائها المكون بالأساس من أشجار الصنوبر والبلوط الفليني، ووسط المساحة المحروقة عُثر على السيارة المشتبه في تسببها بالكارثة متفحمةً تماما.

ولا زالت السلطات تحقق في الأسباب الحقيقية لهذا الحريق دون أن تؤكد أو تنفي الرواية المتداولة بخصوص حرب العصابات، التي يتناقل الجزءَ المتعلقَ بالمطاردةِ منها شهودُ عيان قالوا إنهم حضروا تفاصيلها، والتي تدعمها أيضا صور ومقاطع فيديو حصلت عليها "الصحيفة"، الأمر الذي يمثل حرجا كبيرا لمسؤولي المنطقة، الذين غفلوا عن صراع تجار المخدرات حتى وصل إلى أعتاب محل سكنى الملك نفسه.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...