بركة يبدأ "حملته الانتخابية" من أحد أكبر أسواق المغرب

زار الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، اليوم السبت، سوق "كاسابراطا" بطنجة في خطوة مفاجئة اعتبرها متتبعون فاتحة حملته الانتخابية السابقة لأوانها، في الوقت الذي اعتبرها آخرون "استجابة" لمطالب تجار السوق الذي يعد من أكبر الكيانات الاقتصادية بالمغرب والذي يغرق في العديد من المشاكل والصراعات نتيجة عمليات إعادة هيكلة المنطقة.

والتقى بركة مع العديد من التجار بالسوق، منهم أصحاب المحلات التجارية داخل الفضاء المهيكل ومنهم أشخاص كانوا يعملون كباعة متجولين أو أصحاب محلات غير مهيكلة ولم تشملهم عملية إعادة التوطين بالفضاءات الجديدة، ووفق أشخاص حضروا جولة الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن الأخير "أنصت بإمعان لشكاوى التجار".

وأضافت المصادر نفسها أن بركة استلم منهم نسخا من الشكايات والوثائق التي تثبت تضرر المعنيين من عمليات إعادة الهيكلة الأخيرة، وتعهد للمشتكين بأنه "سيوصل صوتهم إلى الجهات المسؤولة"، دون تحديد هذه الجهات، كما أعرب عن تضامنه مع الباعة المتجولين الذين لم تشملهم الاستفادة من الفضاءات البديلة والذين صاروا بدون عمل.

وكان بركة قد ترأس أمس الجمعة لقاء تواصليا للفرع الجهوي للاتحاد العام للمقاولات والمهن بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي احتضنه المركب الثقافي "أحمد بوكماخ" بطنجة، والذي ناقش سبل دعم وتقوية المقاولات الصغرى والصغيرة جدا من أجل إنجاح برنامج "انطلاقة" المندمج، وهو اللقاء الذي حضره مجموعة من تجار سوق "كاسابراطا".

وحسب مصادر حضرت اللقاء، فإن من بين الحاضرين كانوا باعة متجولين وأصحاب محلات قصديرية هدمتها السلطات المحلية مؤخرا، والذين أخبروه بأنهم لم يستفيدوا من أي تعويض وأنهم صاروا يعيشون وضعا اجتماعيا صعبا، ليعدهم بأنه سيزور السوق في اليوم الموالي وسيستمع لمطالبهم، داعيا إياهم إلى جلب الوثائق التي تثبت صحة كلامهم.

ويشكل سوق كاسابراطا أكبرَ تجمع اقتصادي بمدينة طنجة وترتبط به مصائر آلاف العائلات، بعضها يشتغل جميع أفرادها به، ما يجعله خزانا كبيرا للأصوات خلال جميع الاستحقاقات الانتخابية، لكن أهميته ستزداد خلال الانتخابات البرلمانية والجماعية والجهوية لسنة 2021 بعد عمليات إعادة الهيكلة التي انطلقت به في إطار برنامج "طنجة الكبرى"، والتي أشعلت العديد من المشاكل والاحتجاجات.