بسبب الصحراء والحراك.. الجزائر تطلق لغة "العداء" و"التهديد" ضد فرنسا وباريس تُهدئ ولا تتراجع!

 بسبب الصحراء والحراك.. الجزائر تطلق لغة "العداء" و"التهديد" ضد فرنسا وباريس تُهدئ ولا تتراجع!
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 14 أبريل 2021 - 9:00

أعربت فرنسا عن "أسفها" لتصريحات وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، التي حملت "تهديدات" في حق سفير باريس وذلك على خلفية لقاء محتمل بين هذا الأخير وبين قادة الحراك، وهي المرة الثانية في غضون يومين التي تدين فيها الحكومة الفرنسية التصريحات الجزائرية، بعد أن سبق لها انتقاد تصريحات وزير العمل الجزائري، الهاشمي جعبوب، الذي وصفها بـ"العدو الدائم" بسبب تجديد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.

وفتح المسؤولون الحكوميون الجزائريون، منذ يوم السبت الماضي، تاريخ الإعلان عن إلغاء زيارة الوفد الرسمي الفرنسي الذي كان يقوده رئيس الوزراء جون كاستيكس، نيران تصريحاتهم تجاه فرنسا، بعد ربط الإلغاء بإعلان وزير الخارجية، جون إيف لودريان، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي كـ"أساس جاد وذي مصداقية" لحل ملف الصحراء، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لباريس بدعم نشطاء الحراك المطالب بإسقاط النظام العسكري في الجزائر.

وبلغت تلك التصريحات درجة متقدمة من الحدة ومباشَرة، بعدما وصف وزير العمل الجزائري فرنسا بـ"العدو التقليدي والدائم لبلاده"، وذلك في معرض جوابه عن سؤال في مجلس الشيوخ حول عجز صندوق التقاعد، حيث كان يقارن بين وضع صندوق بلاده والصندوق الفرنسي، ما اعتُبر ردا على الخطوات الفرنسية الأخيرة في الصحراء المغربية والتي شملت إعلان فتح فرع لحزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، في مدينة الداخلة.

وارتفعت أصوات داخل فرنسا تطالب بخطوة دبلوماسية ردا على تصريح الوزير الجزائري، لكن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمون بون، احتوى الموقف خلال لقاء صحفي، موردا أن بلاده "تسعى للتهدئة مع الجزائر" وأن ما صدر عن المسؤول الحكومي الجزائري "لا يستحق استدعاء السفير الفرنسي"، لكنه في المقابل أورد أن تلك التصريحات "لا مبرر لها".

وعادت فرنسا، عبر وزارة خارجيتها، أول أمس الاثنين، لتدين تصريحات جزائرية جديدة اعتبرت هذه المرة أنها تحمل "تهديدات" لسفيرها، ويتعلق الأمر بمطالبة الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية للسفير فرانسوا جوييت بـ"الامتناع عن لقاء قادة الأحزاب السياسية الجزائرية بمن فيهم المعارضون المؤيدون للانتقال الديمقراطي وقياديون في الحراك الجزائري"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

ونقلت "أ.ف.ب" عن المسؤول الحكومي الجزائري قوله "أعتقد أن السفير الفرنسي لن يفوت هذه الفرص الثمينة بفضل خبرته الكبيرة ومعرفته بحدود وقواعد الممارسة الدبلوماسية، وخاصة في الجزائر، الذي لن يتردد، إذا لزم الأمر، في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الوضع"، وهي التصريحات التي قالت عنها خارجية باريس إنها "لا تعكس جودة علاقاتنا الثنائية ولا ديناميات تقويتها، بدعم من أعلى المستويات في البلدين".

وأصبحت فرنسا أول بلد في الاتحاد الأوروبي يعلن صراحة عن دعمه مخطط الحكم الذاتي كحل "سياسي عادل وقبول" لقضية الصحراء في ظل السيادة المغربية على المنطقة، وهو ما أكده وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي خلال لقائه عبر المناظرة المرئية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الخميس الماضي، قبل 48 ساعة من موعد زيارة رئيس وزراء باريس إلى الجزائر العاصمة.

وبدا التوجه الفرنسي نحو الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء واضحا أيضا في الإعلام الحكومي، ففي مقال لوكالة الأنباء الفرنسية أعاد نشره موقع شبكة "فرنسا 24" الأحد، جرى وصف عناصر "البوليساريو" بالانفصاليين، إذ جاء فيه "يرى خبراء أن إعلان الانفصاليين الصحراويين مؤخرا عن توجيه المغرب ضربة بطائرة مسيّرة قتلت أحد قادتهم العسكريين سيكون، إذا تأكد، نقطة تحول في النزاع الممتد منذ عقود في الصحراء الغربية".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...