بسبب دعمها للحكم الذاتي المغربي في الصحراء.. زعيم البوليساريو مُهدداً إسبانيا: لديها فواتير معلقة عليها دفعها
لم يُفوت إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، الفرصة التي أتيحت له بإجراء حوار مع وسيلة إعلامية إسبانية لأول مرة منذ أن قررت حكومة بيدرو سانشيز إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، دون أن يوجه تهديدات مباشرة إلى مدريد قائلا، في حوار مع القناة الخامسة Telecinco إن الأمر يتعلق بـ"خيانة" وإنه أصبح لدى إسبانيا "فواتير لا بد من دفعها".
وأورد غالي، في الحوار الذي نُشر اليوم الثلاثاء، أنه بعد التحول الذي وقع في السياسة الخارجية لرئيس الوزراء سانشيز حول الصحراء، أصبحت العلاقات مع إسبانيا "مقطوعة رسميا"، وأضاف أن إسبانيا "لديها فواتير معلقة يتوجب عليها دفعها يوما ما"، الأمر الذي قرأته وسائل إعلام إسبانية على أنه تهديد موجه إلى بلدهم من زعيم الجبهة المُسلحة.
وسُئل غالي عن تفسيره للتغير الحاصل في الموقف الإسباني، ليجيب بأن الأمر يتعلق بـ"الخيانة الثانية بعد تلك التي حصلت سنة 1975" في إشارة إلى الخروج من الصحراء إثر المسيرة الخضراء التي نظمها المغرب، مبرزا أنه يعتبر الدعم الإسباني لمقترح الحكم الذاتي "خيانة محضة"، ورغم إقراره بأنه لا يعرف الأسباب الحقيقية لتغير الموقف التقليدي لمدريد، إلا أنه اعتبر أن الأمر يتعلق بـ"خضوع للابتزاز المغربي".
وذهب غالي بعيدا في المجاهرة بالعداء لحكومة سانشيز، عندما أورد أنه يتمنى أن يكون "فييخو هو الحل"، في إشارة إلى ألبيرتو نونيث فييخو، الرئيس الجديد للحزب الشعبي الذي يقود المعارضة، ما يعني أن زعيم "البوليساريو" بات يتمنى أن ينهزم الحزب الاشتراكي العمالي في الانتخابات العامة لسنة 2023 أمام غريمه المحافظ، لعل هذا الأخير يتراجع عن قرار دعم الحكم الذاتي.
وكانت حكومة سانشيز قد أنقذت غالي من الموت المحقق، عندما واقفت على دخوله إلى إسبانيا للعلاج بشكل سري وبواسطة وثائق هوية جزائرية مزورة في أبريل من العام الماضي، وهو الأمر الذي اكتشفه المغرب سريعا، ما أدى إلى دخول البلدين في أسوأ أزمة دبلوماسية في تاريخهما الحديث، والتي أطاحت بوزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، من منصبها.