بسبب منافسة المغرب.. 3 مزارع حيوانية تُغلق أبوابها يوميا في إسبانيا وغضب كبير على الاتحاد الأوروبي

كشف نواب إسبان في البرلمان الأوروبي أن وضع مربي الماشية والدواجن في البوادي الإسبانية بلغ درجة غير مسبوقة من التردي، والذي ينتج عنه إغلاق 3 مزارع يوميا، نتيجة العديد من الأسباب من بينها منافسة المنتوجات الحيوانية القادمة من دول أخرى وفي مقدمتها المغرب، والتي يراها البرلمانيون "غير عادلة" بسبب عدم تطبيق المربين المغاربة للضوابط المعمول بها داخل دول الاتحاد الأوروبي.

وخلال اجتماع لأعضاء إسبان مع المفوض الأوروبي المكلف بالفلاحة، يانوش فويتشوفسكي، كشف المتحدث باسم هيأة الفلاحة والثروة السمكية والأغذية الإسبانية، ريكاردو تشامورو، أن المزارعين العاملين في البوادي الإسبانية غاضبون من الإجراءات والقوانين التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نشاط تربية المواشي والدواجن، في مقابل السماح بدخول منتجات دول أخرى لا تلبي المعايير نفسها المفروضة عليهم.

ومن جهته أشار رئيس فريق حزب "فوكس" الإسباني في البرلمان الأوروبي، خورخي بوتشادي، ما اعتبره "نفاقا" ممارسا من لدن الاتحاد الأوروبي في النشاط التجاري المتعلق بالمنتشات الفلاحية الحيوانية، مبرزا أنه بسبب "إصابته بالعمى من طرف الإيديولوجيا الخضراء"، أي الضوابط التي تُعنى بالبيئة والاستدامة، فرض معايير والتزامات كبيرة على المزارعين الإسبان، في الوقت الذي فتح فيه أبوابه أمام الصادرات المغربية والتركية والجنوب إفريقية، التي ارتفعت نسبتها رغم عدم احترامها للضوابط الأوروبية.

وأبدى المتحدثون الإسبان سخطهم على تجريم أنشطة تنتمي للبيئة التقليدية الطبيعية لتربية المواشي والدواجن في الأرياف الإسبانية، مقابل الإجراءات "الخجولة" التي لا ترقى لدعم هذا القطاع ولا تساعده على مواجهة المنافسة الخارجية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع وتيرة هجرة سكان البوادي والتخلي المستمرة عن مزارع الماشية، وبالتالي فقدان الكثير من مناصب الشغل، كاشفين أن 3 مزارع باتت تُغلق أبوابها يوميا.

وحسب المهنيين الإسبان فإن الضوابط المفروضة من لدن الاتحاد الأوروبي تحت مسمى الحفاظ على البيئة، تؤدي إلى رفع تكلفة الإنتاج نتيجة الزيادات المسجلة في أسعار الأعلاف، الأمر الذي يؤثر في النهاية على ثمن المُنتج النهائي الذي لم يعد قادرا على منافسة المنتجات ذات الأصل الحيواني القادمة من المغرب ومن أسواق أخرى خارج الاتحاد الأوروبي.