بصفقة قيمتها 100 مليون أورو.. BMW تستورد خُمس حاجياتها من الـ"كوبالت" المغربي

 بصفقة قيمتها 100 مليون أورو.. BMW تستورد خُمس حاجياتها من الـ"كوبالت" المغربي
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 9 يوليوز 2020 - 23:07

وقع عملاق صناعة السيارات الألماني "بي إم دابليو" عقدا لاقتناء الكوبالت المغربي مع شركة "مناجم" بقيمة 100 مليون أورو، وهي الصفقة التي أعادت إلى الواجهة تأثيرات هذه الثروة المعدنية على الاقتصاد المغربي، والتي دفعت الرباط إلى خوض "معركة" قانونية ودبلوماسية مع إسبانيا من أجل ضمان حقها في الاستفادة من الاحتياطيات الموجودة أسفل مياه المحيط الأطلسي.

وأكدت صحيفة "ليكونوميست" المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، اليوم الخميس، أن الشركة الألمانية وقعت مع المغرب عقد تزويد بهذه المادة لـ5 سنوات تمتد ما بين 2020 و2025، وذلك استنادا إلى مذكرة تفاهم سابقة جرى توقيعها بمراكش في يناير من سنة 2019، وبذلك سيقوم المغرب بتوريد خُمس حاجيات "بي إم دابليو" من هذه المادة، على أن يجري استيراد باقي الكميات من أستراليا.

تأثيرات اقتصادية

ويُعد المغرب أحد أكبر منتجي معدن "الكوبالت" على مستوى العالم، وهو الأمر الذي أكدته شركة "مناجم" نفسها في تصريح لمديرها العام عماد التومي سنة 2017 خلال مشاركته في ندوة دولية حول هذا المعدن احتضنتها المملكة، إذ قال إن إجمالي ما ينتجه المغرب من المادة الأولية لهذا المعدن تتجاوز سنويا 2000 طن، بالإضافة إلى توفره على أحد "أكثر المناجم ندرة بالقارة الإفريقية".

ويشكل "الكوبالت" 23 في المائة من منتجات شركة "مناجم" التي تعد ثاني أكبر شركات المعادن بالمغرب بعد المكتب الشريف للفوسفاط، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني سواء إيجابا عبر صفقات مماثلة لتلك الموقع مع "بي إم دابليو"، أو سلبا عند انخفاض أسعار هذا المعدن، مثلما كان عليه الشأن في النصف الأول من سنة 2019، حين خسرت مناجم 370 مليون درهم بسبب التراجع العالمي الكبير لأسعار الكوبالت والنحاس.

جبل تروبيك

ويعي المغرب جيدا القيمة الكبيرة لهذه المادة، وهو ما شكل أحد دوافع معركة ترسيم الحدود البحرية المقابلة للأقاليم الصحراوية، التي بلغت مراحلها النهائية على المستوى القانوني في يناير من سنة 2020 عند عرض مشروعي القانونين المتعلقين بهذه العملية على مجلس البرلمان حيث جرى تبنيهما بالإجماع، لتنطلق معركة أخرى دبلوماسية مع إسبانيا، انتهت بتوافق الطرفين على "الحوار" قبل تفعيل بنود الترسيم.

وحسب ما كشفت عنه صحيفة "ABC" الإسبانية حينها، فإن السر وراء الصراع الإسباني المغربي حول تلك المنطقة من المحيط الأطلسي يعود إلى كون عملية الترسيم التي أجرتها الرباط وفقا للقوانين الدولية، ستعطيها الحق في الاستفادة من جبل "تروبيك" الموجود على عمق 1000 متر تحت الماء والقريب من جزر الكناري، وهو الجبل الغني جدا بمادة الكوبالت، ويوازي مخزونه 54 مرة المخزون العالمي الحالي، وهي الكمية التي تكفي لصناعة 270 سيارة كهربائية، بالإضافة إلى كونه يدخل أيضا في الصناعات العسكرية.

دافع أخلاقي

وعرف المغرب أيضا كيف يستفيد من قرار اتخذته "بي إم دابليو" في 2019 بعدم استيراد مادة الكوبالت من الدول التي لا تحترم مناجمها مجموعة من المعايير الأخلاقية، وهو الأمر الذي كشف عنه تقرير مؤسسة "بلومبرغ" في نونبر الماضي، والذي أورد أن هذا الأمر يشمل دولة الكونغو الديموقراطية التي تتعامل معها الشركة الألمانية، والتي اتضح أن مناجمها تستغل الأطفال في استخراج المعدن.

وأكد التقرير أن عملاق السيارات الأوروبي قرر الاعتماد على مناجم المغرب وأستراليا لتزويده بما يحتاجه من كميات "الكوبالت"، تفاديا للسقوط في فضيحة أخلاقية نتيجة استمرار اعتماده على واردات مناجم الكونغو، وهو الأمر الذي كانت المملكة جاهزة له من خلال انضباط مناجمها للمعاير القانونية والأخلاقية.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...