بعد الجدل.. وزارة الصحة تُخرج لقاحات كورونا من مستودع الأموات بطنجة نحو وجهة جديدة دون توضيح

 بعد الجدل.. وزارة الصحة تُخرج لقاحات كورونا من مستودع الأموات بطنجة نحو وجهة جديدة دون توضيح
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 27 يناير 2021 - 19:22

لم تنته رحلة شحنة لقاحات فيروس كورونا المخصصة لمدينة طنجة عند ولوجها ثلاجات مستودع الأموات مساء أول أمس الاثنين، فالمديرية الجهوية لوزارة الصحة التي لم تقدم أي تفسيرات بخصوص قرارها الأول الذي تم بتنسيق مع المصالح الولائية، قررت مرة أخرى نقل الشحنة صوب مقر مختبر معهد "باستور"، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول سبب ذلك وما إذا كان قرار وضع الشحنة في مكان مخصص للجثث الآدمية خيارا سليما منذ البداية.

وبدأت الملاحظات تتقاطر على المديرية الجهوية لوزارة الصحة منذ اليوم الأول لوصول الشحنة من مدينة الدار البيضاء حين قررت إتمام عملية نقلها إلى المخازن بحضور بشري غابت عنه شروط التباعد الاجتماعي ووسط تغطية إعلامية واسعة، لكن بمجرد الوصول إلى مركز الطب الشرعي بمنطقة "الرهراه" رفضت المديرة الجهوية وفاء أجناو مرافقة عدسات الكاميرات للمكلفين بإيداع الشحنة إلى داخل البينة، لتتسرب بعد ذلك مصور ومعلومات تؤكد أن اللقاح وُضع داخل ثلاجات الموتى.

وأثارت هذه الخطوة علامات استفهام في وسائل الإعلام المحلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن ذلك لم يدفع وزارة الصحة، عن طريق مديريتها الجهوية المكلفة بالعملية، لتوضيح ما جرى، لكن ما زاد الأمر حيرة هو قرار هذه الأخيرة تنقيل اللقاح مرة أخرى من مستودع الأموات نحو مختبر باستور الكائن بمنطقة مرشان وسط المدينة، قريبا من مقر المندوبية الجهوية للصحة، وهو الأمر الذي تم أيضا دون تفسير.

وفاء أجناو - المديرة الجهوية للصحة بطنجة

وحاولت "الصحيفة" مرارا الاتصال بالمديرة الجهوية للصحة من أجل الحصول توضيح الصورة، في ظل الارتباك الحاصل لدى المواطنين بخصوص سلامة وفعالية اللقاح أولا، ثم حول مطابقة عملية التنقيل من مكان لآخر للشروط الواجب توفرها لحماية الجرعات من التلف، غير أن الموقع لم يتلق أي رد من المعنية بالأمر، وللإشارة فإن المؤسسة التي توجد وفاء أجناو على رأسها توصف محليا بـ"الميتة تواصليا" بل و"المسببة للشائعات" وذلك بسبب انغلاقها التام على نفسها وعدم قدرتها على الإجابة على استفسارات المنابر الإعلامية.

وكانت مصادر طبية قد أوضحت لـ"الصحيفة" أن لقاح "أسترازينيكا" البريطاني المُصنع في الهند الذي جرى توزيعه مؤخرا على المدن المناطق المعنية بإطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، يجب أن يُحفظ في درجة حرارة تتراوح ما بين 2 و8 درجات فوق الصفر خلال كل مراحل الشحن والتنقيل والتخزين، وهو الأمر الذي يفسر قرار وضعه في البداية داخل ثلاجات الأموات التي توفر الدرجة المثالية للتخزين، لكن معاودة تنقيله مرة أخرى إلى مكان آخر يكرر إخضاعه لتحديات التنقيل بما يضمن سلامته ما يتطلب إخضاعه مرة أخرى لـ"سلسلة التبريد". 

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...