بعد تعيين سامورا لتدبير شؤون "الكاف".. هل أصبح رأس أحمد أحمد مطلوبا؟

 بعد تعيين سامورا لتدبير شؤون "الكاف".. هل أصبح رأس أحمد أحمد مطلوبا؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 19 يوليوز 2019 - 19:07

على بعد ساعات من إسدال الستار عن عرس نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في مصر، يبدو أن الملغاشي أحمد أحمد، رئيس "الكاف"، لن ينعم بشهر العسل، بعدها، في خضم الحركية التي يعرفها الجهاز الكروي القاري والقضايا العالقة.

تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تدبير شؤون "الكاف" في المرحلة القادمة، بإسناد المهمة لفاطمة سامورا، مندوبة "فيفا" في إفريقيا، يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الكرة الإفريقية تحت إمرة الملغاشي، لا سيما وأن الأخير لم يعد يحظى بالإجماع، وأصبحت حرب التيارات ترسم معالمها داخل مقر القاهرة.

خارطة طريق "فيفا" بقيادة سامورا

في يونيو الماضي، أعلن الملغاشي أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أنه دعا السويسري جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، إلى إقامة شراكة غير مسبوقة بين الجهازين، تتيح استمرار الإصلاحات التي تهدف إلى تحديث الهيئة الحاكمة للاتحاد الكروي القاري.

أمس الخميس، وخلال أشغال الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، المنعقدة في القاهرة، وقعت المنظمتان بروتوكولا يحدد خارطة الطريق لمجالات وأهداف شراكة "الكاف" مع "فيفا"، والتي من خلالها ستقدم الأخيرة خبرتها لتقييم الوضع الحالي في الاتحاد القاري لكرة القدم والمساعدة في تسريع عملية الإصلاح الجارية.

خريطة الطريق هذه، سيتم تنفيذها بالتعاون الوثيق للسيدة فاطمة سامورا، المندوبة العامة للاتحاد الدولي في إفريقيا، والمغربي معاد حجي، الكاتب العام لـ"الكاف"، بالتعاون أيضا مع إدارة الاتحاد القاري ومجموعة من الخبراء، تم انتقاؤهم وفقا لخبراتهم.

وتغطي خريطة الطريق ثلاثة مجالات رئيسية، أولها الإدارة المالية والحكامة الرشيدة والإجراءات الداخلية، يليها التنظيم الكفؤ والمحترف للمسابقات ثم الشق الثالث المتعلق بنمو وتطوير كرة القدم الإفريقية.

استنجاد أحمد بـ"الفيفا".. أي دلالات؟

طلب الاستغاثة الذي أطلقه الرئيس أحمد أحمد وهو يناشد "فيفا" بالتدخل لتسوية الأمور القانونية لمقر "الكاف" بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس، خلال أشغال الجمعية العمومية، أظهر للعيان أن إدارة الملغاشي لا تمر بظروف جيدة وتحتاج لتدخل أعلى جهاز كروي في تدبير شأنها اليومي.

وإن كانت أزمة المقر قد تحمل تأويلات أخرى، برغبة أحمد أحمد في إبعاد إدارته المركزية من القاهرة، فإن "فيفا" تراقب منذ فترة، ما يعيشه الاتحاد القاري من مشاكل داخلية، ارتفعت حدتها بعد أزمة مباراة نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بين الترجي التونسي والوداد، ثم قرار المكتب التنفيذي بإعادتها، خلال اجتماع الأخير في العاصمة الفرنسية باريس، قبل انطلاقة "كان2019".

الاتحاد الدولي للكرة، في شخص رئيسه السويسري جياني انفانتينو، كان قد أبدى تخوفه، في تصريح صحفي ليومية "ليكيب" الفرنسية، قبل أزيد من شهر، من الوضع في كرة القدم الإفريقية، مؤكدا في ذات الآن أن عدة اتحادات قارية طالبت "فيفا" بالتدخل لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

فاطمة سامورا.. هل تكون أول رئيسة "كاف"؟

سيكون سابقا لآوانه أن نتحدث عن خليفة الملغاشي أحمد أحمد في رئاسة "كاف"، خلال الظرفية المقبلة، خاصة مع تحصين الأخير لكرسيه. آخر الإجراءات كانت استبعاده لأبرز معارضيه، أمانجو بينيك، رئيس الاتحاد النيجيري ونائبه الأول السابق، بالإضافة إلى شن الحرب على التيار التونسي، بقيادة طارق البوشماوي، الأخير الذي تم استبعاده من رئاسة لجنة المسابقات بـ"الكاف"، كما اختار التونسيون مقاطعة أشغال الجمعية العمومية الأخيرة.

لكن، هذه التعديلات في هرم "الكاف"، يوازيها دخول فاطمة سامورا على خط التدبير، اعتبارا من فاتح غشت المقبل، أي بعد صدور حكم محكمة "الطاس" في شأن القضية المرتبطة بنهائي الوداد والترجي، وما من شأن ذلك أن يترتب عنه من حركية على مستوى الجهاز الكروي القاري، الذي أظهر عجزا في تدبير الملف، حسب ما أكده رئيسه أحمد أحمد، في خروجه الإعلامي الأخير.

وإن كانت "فيفا" قد اعتبرت تولي سامورا لهذه المهام، بعيدا عن أي تحكم في دواليب الحكم، فإن فئة كبيرة تراه بداية نهاية مرحلة أحمد أحمد، لاسيما بعد "تطويق" عنقه بعدة قضايا في الآونة الأخيرة، أبرزها شبهات الفساد التي فجرها المصري عمر فهمي، الكاتب العام السابق لـ"الكاف"، والتي تم الاستماع على ضوئها، للرئيس الملغاشي، من قبل الشرطة الفرنسية.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...