بعد فاجعة "رأس السنة".. الداخلية تلجأ لـ"حيلة" في حربها على مقاهي "الشيشة"
لا تزال تبعات وفاة شابتين حرقا خلال احتفالات رأس السنة داخل إحدى مقاهي "الشيشة" المفتقرة لشروط السلامة القانونية بطنجة، ترخي بظلالها إلى حدود الساعة، إذ كانت آخر تمظهرات ذلك شروع وزارة الداخلية في إغلاق مجموعة من المقاهي المشابهة استنادا إلى "حلية قانونية" تمثلت في حجز ممنوعات داخلها، في ظل غياب نص قانوني صريح يسمح بإغلاقها.
وشرعت السلطات الأمنية بمدينة طنجة إلى جانب ممثلين عن السلطة المحلية في عمليات مداهمة مجموعة من مقاهي الشيشة أمس الخميس، وهو الأمر الذي تم بناء على معلومات مباشرة من الوالي محمد مهيدية، وفق ما كشفت عنه لـ"الصحيفة" مصادر مسؤولة، والتي أوردت أن هذا الأخير عزم على شن حرب على تلك المقاهي بعد وقوفه شخصيا على فاجعة رأس السنة.
ووفق المصادر ذاتها فإن رغبة الداخلية في إغلاق هذه المقاهي اصطدمت بوجود "فراغ قانوني" يمكنها من ذلك بشكل مباشر، لذلك لجأت إلى البحث عن مخارج قانونية أخرى، حيث ركزت على عدم توفر هذه المقاهي على شروط السلامة المفروض وجودها في مثل هذه الفضاءات، إلى جانب تسويقها لمنتجات مهربة ومواد مضرة بالصحة.
ويتضح هذا الأمر من خلال معاينة مرافقي عناصر الأمن وممثلي السلطة خلال عمليات الاقتحام، ويتعلق الأمر بممثلين عن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، المسؤولين المباشرين عن ضبط وحجز المواد المهربة، بالإضافة إلى موظفين جماعيين يشتغلون في مكتب حفظ الصحة، وهو الأمر الذي مكن الداخلية من إغلاق تلك المقاهي وحجز ما بداخلها بالإضافة إلى توقيف المشرفين عنها وإحالتهم على النيابة العامة.
وشهدت إحدى مقاهي الشيشة الموجودة بكورنيش "مالاباطا" بطنجة، فاجعة غير مسبوقة خلال احتفالات رأس السنة، حيث شب حريق داخل المقهى الذي كان يعج بالمحتفلين ما أدى إلى وفاة شابتين حرقا اتضح فيما بعد أنهما لم تكونا سوى عاملتين في المطبخ وفي النظافة، وذلك بعد أن حاصرتهما النيران في مكان لا يتوفر على منافذ مناسبة للهروب.
وكان الوالي مهيدية، إلى جانب والي أمن طنجة محمد أوعلا لحتيت، قد حضرا إلى عين المكان ووقفا على مشاهد مؤلمة تلت الفاجعة التي أدت إلى توقيف مسير المقهى، وكشف شهود عيان حينها أن نيران فحم النرجيلة شبت في شجرة لعيد الميلاد كانت تزين المكان، قبل أن تنتشر بشكل سريع داخل المقهى الذي دب فيه الرعب وسيطر عليه التدافع في ظل افتقاره لمخارج مناسبة.
