بعد 14 سنة.. ضحايا "مقاولتي" ينكؤون الجراح ويدعون لأخذ العبرة من معاناتهم
نظمت "الهيئة المغربية لمقاولات التشغيل الذاتي، ضحايا مقاولاتي وإفلوسي"، وقفة أمام البرلمان احتجاجا على تلكؤ الحكومات المتوالية في معالجة هذا الملف وإيجاد حلول جذرية لآلاف الشباب ضحايا البرامج التي خصصتها للشباب من أجل الرفع من نسبة التشغيل الذاتي وبالتالي التخفيض من نسبة البطالة.
عشرات الشباب، ممن سبق لهم الاستفادة من برامج مقاولتي وإفلوسي، اختاروا لفت الانتباه إلى المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تلازمهم منذ ما يقارب أربعة عشرة سنة، عن طريق الاحتجاج أمام البرلمان أمس الاثنين تزامنا مع جلسة الأسئلة الشهرية التي خصصت لمساءلة رئيس الحكومة حول "السياسات العامة حول مناخ الاعمال"، مرددين شعارات منددة بلامبالاة الحكومة الحالية وسابقاتها لمعاناة أزيد من 3500 شاب وشابة ضحايا برامج حكومية موجهة للشباب شابتها اختلالات جوهرية منذ انطلاقتها.
رئيس الهيئة المغربية لمقاولات التشغيل الذاتي، ضحايا مقاولتي وإفلوسي حكيم فرعون وفي تصريح خص به "الصحيفة" بالتزامن مع الوقفة الاحتجاجية، أكد على أن "مضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان شجعت الهيئة على مواصلة التعبير بكل الأشكال القانونية والمشروعة عن معاناتها ومطالبها"، مؤكدا أنه "لا يمكن التسليم بإنجاز برامج مستقبلية موجهة للشباب على أنقاض برامج سابقة فاشلة، ونحن مستعدون في هذا الإطار إلى المساهمة بتجاربنا وما عايشناه إلى جانب المسؤولين من أجل إنجاح البرامج المستقبلية التي دعا جلالة الملك إلى تنزيلها على أرض الواقع".
ذات المتحدث أشار إلى أن أكثر من 3500 شاب وشابة ممن انخرطوا في مشاريع المقاول الذاتي ابتداء من سنة 2008، قد فوجئوا عند محاولة استفسارهم للمسؤولين عن الآلية المعتمدة للاستفادة من هذه المشاريع بأنهم لا يعلمون عنها شيئا وذلك بالرغم من أن الحكومة باشرت التسويق لهذه المشاريع عبر وصلات إشهارية.
مشددا على أنه وبالرغم من المعيقات البيروقراطية والشروط التعجيزية التي فرضتها الابناك، فقد حرص الشباب على التمسك بمشاريعهم وأفكارهم التي اكتشفوا فيما بعد أن الحكومة لم تحمها ضد الاختطاف من طرف اللوبيات ورؤوس الأموال.
مؤكدا على أن "الابناك كانت تفرض نسبة فائدة لم تقل عن 7 في المئة على القروض المخصصة لتمويل مشاريع الشباب، كما أن الدولة ضمنت المقاولين الشباب لدى الأبناك بنسبة 85 في المئة عن طريق صندوق الضمان المركزي في حالة فشل المشروع، والنتيجة هي أن الأبناك هي المستفيد الأول والوحيد من كل هذه المشاريع".
