بعد 3 أشهر على الكارثة التي تورطت فيها "أفريقيا".. "إقبار" التحقيق في حريق مستودع الغاز بالمحمدية يلاحق بنعلي

مرت الأسبوع الماضي 3 أشهر كاملة على كارثة اندلاع النيران في مستودع للغاز بمدينة المحمدية، والتي كادت أن تؤدي إلى فاجعة لولا تدخل الوقاية المدنية والسلطات التي أخلت المنطقة السكنية المحيطة بالمستودع، لكن إلى غاية اليوم لم يتم الكشف عن مآل التحقيق الذي جرى الإعلان عنه من طرف عمالة المحمدية تحت إشراف النيابة العامة.

وعلى الرغم من وجود صور وفيديوهات توثق الجهة التي تستخدم المستودع، والتي ليست سوى شركة "أفريقيا" المملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلا أن التحقيق مآل التحقيق لا يزال مجهولا حتى بعد أن زارت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، مكان الواقعة شهر يناير الماضي، الأمر الذي جعلها في مرمى الانتقادات.

ووجه رشد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا لبنعلي حول مآل التحقيق الإداري في حادث انفجار مستودعات تخزين الغاز بالمحمدية، موردا أن 3 أشهر مرت عليه دون الكشف عن مصيره، متسائلا ما إذا كانت الوزارة قد أجرته بالفعل، كما تساءل عن التدابير التي اتخذتها الوزارة من أجل توفير الشروط الملائمة لتخزين المواد البترولية وتأمينها ضد مخاطر الحرائق والانفجارات، وإعمال قواعد السلامة المهنية وسلامة المحيط لتأمين الأرواح والممتلكات.

وأشارت المراسلة إلى أن الأمر يتعلق بحادث انفجار إحدى محطات تخزين الغاز، حيث تمكنت السلطات المختصة من السيطرة على الحريق دون تسجيل خسائر بشرية لحسن الحظ، وتدخلت بفعالية عناصرُ الوقاية المدنية والسلطات المحلية لإطفاء وتطويق النيران قبل انتشارها للمخازن المجاورة في هذه المنطقة المهمة والحساسة في تأمين حاجيات المغرب من الموارد الطاقية.

وبتاريخ 23 دجنبر 2022، أي يوما واحدا بعد الكارثة، قالت سلطات عمالة المحمدية إنه جرى فتح بحث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وملابسات هذه الحادثة، كما أن الوزيرة بنعلي، عند زيارتها لموقع الحادث تحدثت عن "أهمية تدريب العاملين في القطاع، وتعزيز التقنيات الضرورية للسلامة والأمن ووضع المعلومات اللازمة للمواطنين الذين يعيشون بجوار هذه المنشآت الطاقية".

وقالت بنعلي حينها إن مدينة المحمدية هي المحطة الأولى في سلسلة من الزيارات التي ستتم برمجتها لمواقع أخرى للتجهيزات الطاقية بالمغرب، معتبرة أن الوقاية واحترام قواعد السلامة لضمان حماية العاملين والساكنة المجاورة وجميع المواطنين، هي عناصر أساسية لتدبير أمثل للمخاطر المتعلقة بهذه التجهيزات، على حد توصيفها.

والتهمت النيران المخزن إثر اشتعالها في 5 شاحنات صهريجية من أصل 7 كانت موجودة هناك والتي تبلغ حمولة الواحدة منها 8 أطنان، وفق بلاغ للسلطات المحلية لعمالة المحمدية، الأمر الذي دفع فرق التدخل إلى إخلاء المنطقة من السكان واتخاذ التدابير الاحتياطية تحسبا لتطور الأمر، ويصل إجمالي الطاقة الاستيعابية للصهاريج المتضررة 40 طنا وكانت تحمل العلامة التجارية لشركة "أفريقيا".