بمعدل فرد لكل لاعب.. هل يحتاج حاليلهودزيتش إلى 20 مرافق للتتويج مع "الأسود" بكأس إفريقيا؟

 بمعدل فرد لكل لاعب.. هل يحتاج حاليلهودزيتش إلى 20 مرافق للتتويج مع "الأسود" بكأس إفريقيا؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 30 مارس 2021 - 13:40

يثير العدد الكبير من الأعضاء المرافقين للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، تساؤلات عدة لدى الرأي العام الرياضي الوطني، حول الجدوى من هذا الحضور الكمي المرافق ل"الأسود"، تحت قيادة الناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلهودزيتش.

قبيل مواجهة منتخب بوروندي، لحساب الجولة السادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا "كان2022"، التقطت عدسات 'الكاميرا" صورة للنخبة الوطنية، على هامش الحصة التدريبية الأخيرة التي تسبق المباراة، حيث ظهر مدرب "الأسود" إلى جانب 18 فردا من طاقمه المرافق، بالإضافة إلى ال24 لاعبا الذي تضمهم القائمة النهائية.

حضور كمي قوي دفع إلى التساؤل حول الجدوى منه داخل منظومة هشة، لم تعطي بعد النتائج المرجوة منها، رغم التجنيد الكبير خلفها، منذ سنوات، فضلا عن الإمكانيات المالية الضخمة المرصودة، إذ يكلف المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وحده، مئات ملايين السنتيمات، خلال فترة محددة من الأجندة الزمنية، ناهيك عن الرواتب الشهرية والمكافئات الاسثتنائية التي يتم رصدها خلال المعسكرات الإعدادية.

وإن افترضنا أن حاليلهودزيتش الذي يتربع على هرم الطاقم، يتقاضى 80 مليون سنتيم شهريا (حسب ما هو معلن رسميا)، بالإضافة إلى مساعديه الثلاث؛ مصطفى حجي، ستيفان جيلي ولوران وابير، الذين لا تقل رواتبهم الشهرية عن أزيد من 40 مليون سنتيم، فإن هناك أزيد من 14 فردا آخر ضمن الطاقم المرافق، من مساعدين أو محللي أداء "فيديو"، بالإضافة إلى الطاقم الطبي وأخصائيي التغدية، دون الحديث عن الطاقم الإداري والإعلامي الذي يعد بالعشرات.

وفي غياب لمعطيات دقيقة، بسبب تكثم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبند "السرية" الذي يطبع عقود العمل، فإنه لن يكون مبالغا فيه تقدير إجمالي رواتب أعضاء طاقم "الأسود" في أزيد من 500 مليون سنتيم، شهريا، ناهيك عن الامتيازات الإضافية، من مكافئات استثنائية؛ مصروف الجيب عن كل يوم داخل المعسكر الإعدادي، داخل أو خارج الوطني، على سبيل الذكر ليس الحصر.

هذا ويجهل عدد كبير من متتبعي المنتخب الوطني، وظائف جل أعضاء الطاقم التقني المرافق للناخب الوطني وحيد حاليلهودزيتش، في الوقت الذي يحجب الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تقديم "بروفايلات" الأطر التقنية والطبية والإدارية، مكتفيا بوضع صورة المدرب البوسني.

يشار إلى أن المنتخب الوطني المغربي يحظى بسخاء كبير من أموال دافعي الضرائب، قياسا بباقي الرياضات الأحرى التي تعاني "التهميش"، إلا أن النتائج والمؤدى العام لا يعكس الإمكانيات المتاحة، والتي بلغت درجاتها القصوى، لتضاهي مستوى كبرى المنتخبات العالمية، وذلك بتشييد صرح مركب محمد السادس لكرة القدم، بغلاف مالي ناهز ال630 مليون درهما.

خلال الظرفية الحالية، التي تتميز بجائحة "كورونا" وانعكساتها الاقتصادية على مؤشرات التنمية، يتساءل الشارع المغربي ما إن كان المنتخب الوطني لكرة القدم أجدر بكل هذا الزاد البشري واللوجستيكي، من أجل تحقيق هدف التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا والتأهل إلى نهائيات كأس العالم، أو كان من الأجدر ترشيد النفقات واستثمار الأموال المرصودة في تطوير جوانب أخرى، على مستوى التكوين في قاعدة الهرم الكروي عوض الاهتمام فقط بأعلى قمته.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...