بنحمزة: الأحزاب تعيش "الشيخوخة".. والمغاربة لا يثقون في المؤسسات

 بنحمزة: الأحزاب تعيش "الشيخوخة".. والمغاربة لا يثقون في المؤسسات
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 7 مارس 2020 - 23:08

دعا عادل بن حمزة، النائب البرلماني السابق وعوض اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الأحزاب السياسية المغربية إلى التحلي بقدر كبير من الشجاعة لممارسة أقصى درجات النقد الذاتي، من أجل الوقوف على أسباب ابتعاد الشباب عنها، معتبرا أنه اليوم أضحت عاجزة عن الارتباط بقضايا المواطنين، بل ودخلت مرحلة "الشيخوخة الحزبية".

وخلال مشاركته في المناظرة الجهوية للمجتمع المدني حول الشباب والنموذج الجديد للتنمية، التي نظمتها مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية اليوم السبت بطنجة، اعتبر بن حمزة أن 69 في المائة من المغاربة اليوم لا يثقون في الأحزاب السياسية، لكن بالتزامن مع ذلك لا توجد دينامية سياسية تسمح بإنشاء أحزاب بديلة.

وتابع القيادي الاستقلالي أن ظاهرة الشيخوخة السياسية عاشتها عدة تجارب ديمقراطية في العالم، وفي مقدمتها البرازيل وتركيا وإسبانيا وفرنسا، لكن الدينامية السياسية الموجودة هناك ساهمت في بروز أحزاب جديدة تستند على غضب المواطنين، وهو الأمر الذي سمح بعودة الحياة السياسية في العديد من البلدان النامية وقطعها أشواطا مهمة في التنمية.

لكن في المغرب، وحسب بن حمزة، فإن الحاصل هو نتاج تراكم سنوات من انعدام الحكامة في صناعة القرار والتكلفة الباهضة للفساد، بالإضافة إلى السير بسرعات متفاوتة، معتبرا أن المملكة ضيعت العديد من الفرص خاصة في بداية الألفينات التي شهدت عدة نقلات على المستوى السياسي والحقوقي، موردا أنه "كان يجب استغلال حالة الإجماع الوطني الحاصل وقتها للمضي قدما".

ونبه عضو مجلس النواب السابق إلى أن طرح موضوع النموذج التنموي الجديد يأتي في وقت "يوجد فيه مؤشر ثقة المغاربة في المؤسسات في أسفل السافلين"، على حد تعبيره، حيث لم يعد المغاربة يثقون بشكل كبير إلا في محيطهم الأسري والعائلي وفي مؤسستي الجيش والشرطة، في حين تقل ثقتهم في المؤسسة القضائية إلى أقل من 50 في المائة بينما تندحر إلى أقل من ذلك عندما يتعلق الأمر بالتعليم والصحة العموميين.

وحذر بن حمزة من أن هذا الواقع دفع المغاربة إلى نسيان "أننا جميعا على متن مركب واحد وأنه لا بد من تكاتف الجهود لتحقيق التنمية"، بل أصبحوا في مقابل ذلك يلجؤون إلى الحلول الفردية مثل الهجرة، التي لم تعد مقتصرة على ذوي الوضع المادي الصعب، بل أيضا الأطر الذين فقدهم المغرب لصالح دول أخرى.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...