بنحمزة: الخلاف المغربي - الألماني أقرب إلى الحل.. والأزمة مع إسبانيا أكثر تعقيدا

 بنحمزة: الخلاف المغربي - الألماني أقرب إلى الحل.. والأزمة مع إسبانيا أكثر تعقيدا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
السبت 8 ماي 2021 - 21:38

تشهد العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وعدد من البلدان، توترا كبيرا وبشكل متزامن لم يسبق أن عرفه تاريخ العلاقات المغربية الخارجية، حيث الصراع القائم مع الجزائر وجبهة البوليساريو، والخلاف  الصامت مع موريتانيا، إضافة إلى الأزمتين الجديدتين مع كل من إسبانيا وألمانيا، وكل ذلك بسبب قضية الصحراء.

وفي الوقت الذي يرى متتبعون أن دخول المغرب في صراع ديبلوماسي مع عدد من الدول، يبقى "مغامرة مجهولة المصير"، يرى الكاتب والمحلل السياسي المغربي، عادل بنحمزة، في تصريح لموقع "الصحيفة"، أن المغرب "لم يختر الدخول في أزمة مع عدد من الدول بشكل متزامن، بل هناك أسباب موضوعية، منها ما رشح إلى السطح مثل ما تعرفه العلاقات المغربية الإسبانية من تطورات ممتدة على مدى سنة كاملة كان آخرها استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزورة".

أما فيما يتعلق بالخلاف مع برلين، يضيف بنحمزة، أن بلاغ وزارة الخارجية المغربية الأخير أظهر "جزءا من الأسباب والتي تتعلق جميعها بقضية الصحراء المغربية، حيث أظهرت ألمانيا في الأشهر الأخيرة مواقف عدائية للمغرب دون أسباب واضحة، ويبدو أن الأزمة تسير نحو التصعيد بعد قرار استدعاء السفيرة المغربية في برلين للتشاور، فالمغرب كان ينتظر على الأقل أن يتم تغيير السفير الألماني في الرباط، مادامت أعلنت مقاطعة السفارة وباقي المؤسسات الألمانية التي تدور في فلكها، لكن لا شيء من ذلك حدث".

وفيما يخص التطورات المرتقبة لهاتين الأزمتين، قال بنحمزة بأنه "لايمكن التنبؤ بما ستحمله الأيام القادمة، لكن ما يمكن التأكيد عليه أن المغرب يرفض إبتزازه بقضية الصحراء، ويبدو أن هناك قرارا على أعلى مستوى حسم هذا الموضوع، بمعنى آخر أن المغرب لن يتسامح مع أي بلد يحاول أن يقايض أي شكل من أشكال المصالح بالموقف من طبيعة النزاع في الصحراء المغربية، لكن مع ذلك يجب التنبيه بأن هناك مصالح اقتصادية أكيدة وراء المناكفات الأخيرة، وإذا استطاع المغرب معالجة هذا الأمر دون التفريط في مصالحه وسيادته، فأعتقد أن الأزمتين قد تجدان طريقهما للحل خاصة فيما يتعلق بالخلاف مع ألمانيا".

أما فيما يتصل بالخلاف مع إسبانيا، قال المتحدث ذاته، أن "الأمر أكثر تعقيدا من جوانب مختلفة، أولها قدر الجغرافية فالبلدان مفروض عليهما التعاون، يضاف إلى ذلك التاريخ المشترك برغم توتراته فإن له تأثيرا، زيادة على ذلك المصالح الاقتصادية بين البلدين مما لا يمكن تصور تهديدها بسهولة، يبقى أن التحولات التي يعرفها المشهد الحزبي والسياسي والانتخابي في إسبانيا، سيكون لها بالغ الأثر في الإتجاه الذي ستعرفه الأزمة".

وأوضح بنحمزة في هذا السياق، بأن "الشعبوية الصاعدة في إسبانيا باتجاهاتها اليسارية واليمينية تتغذى في جزء كبير منها على الصورة النمطية للمغرب وللمغاربة في المخيال الجماعي الإسباني، ومادامت هذه الصورة يمكن صرفها في صندوق الانتخاب فإن الأمر قد يتجه إلى مزيد من التصعيد وفي كل الأحوال يجب الإنتباه إلى أن السند الأساسي والصادق للمغرب في مواجهاته الخارجية هو تماسك وصلابة الجبهة الداخلية وعلى ذلك يجب أن تنصب جهود معتبرة".

وتبدو التطورات الحاصلة في الأزمتين مع ألمانيا وإسبانيا في اليومين الأخيرين، تتماشى مع رؤية المحلل السياسي عادل بنحمزة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في أول تصريح رسمي لها على استدعاء السفيرة المغربية من برلين، بأن "ألمانيا تعمل بشكل بناء على حل الأزمة مع المغرب".

وفيما يخص الجانب الإسباني، فإن التطورات تشير إلى احتمالية حدوث امتداد في الأزمة، خاصة أن البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية المغربية صباح اليوم السبت، كان "شديد اللهجة الديبلوماسية"، ووجه "أصابع الاتهام" إلى إسبانيا في قضية استقبال زعيم البوليساريو واعتبر أن ذلك يتعارض روح الشراكة وحسن الجوار.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...