بين إذن وزارة الرياضة ومنع الداخلية.. تضارب حكومي حول كورونا تستضيفه ملاعب البطولة

يبدو جليا أن التضارب الحكومي بخصوص القرارات المرتبطة بجائحة كورونا لم يعد مرتبطا فقط بالمؤسسات الاقتصادية التي أفرزت، بعد عودة نشاطها، العديد من بؤر الإصابة بفيروس كورونا، بل امتد ليشمل أيضا الشأن الرياضي، وتحديدا كرة القدم، بعدما أضحى التناقض الواضح بين موقف وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من جهة، وبين وزارة الداخلية ووزارة من جهة أخرى، بخصوص عودة نشاط البطولة بقسميها الأول والثاني، واضحا للعيان.

واليوم الأربعاء، قررت وزارة الداخلية، عبر عامل إقليم تطوان، إلغاء المباراة التي كان سيستضيف فيها فريق المغرب التطواني، على الساعة الثامنة من مساء اليوم، نادي الرجاء البيضاوي ضمن منافسات البطولة الاحترافية، وذلك إثر اكتشاف حالتي إصابة بفيروس "كوفيد 19" في صفوف الفريق الشمالي، ما يعني إجبارية خضوع جميع اللاعبين للحجر الصحي لمدة أسبوعين، وهو القرار الذي حاولت جامعة فوزي لقجع أن تتفاداه منذ تأكد خبر الإصابة.

لكن وبعد نحو ساعتين فقط على هذا القرار، أعلن الحساب الرسمي لفريق المغرب التطواني على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الأمر يتعلق بـ"مغالطات وإشاعات"، موردا "مقابلة فريقنا مغرب أتليتيك تطوان والرجاء البيضاوي ستلعب في زمانها ومكانها"، الشيء الذي زاد مصير المباراة غموضا بدل أن يحسمه بشكل نهائي، في ظل اعتراض وزارتي الداخلية والصحة، ما يشي بصدام جديد بين لقجع وعبد الوافي لفتيت.

وليست هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها وزارة الداخلية مباراة لكرة القدم بعد برمجتها، بل إن الأمر في المرة الأولى كان صادما للجميع، وذلك بعد ولوج قائدة لملعب مباراة بين وداد تمارة والنادي القنيطري ضمن فعاليات القسم الثاني، والتي كانت منقولة مباشرة على شاشة التلفزيون، وذلك تنفيذا لقرار صادر عن عامل عمالة الصخيرات – تمارة نتيجة تأكد إصابة بعض لاعبي الفريق الزائر بكورونا، وذلك رغم إصرار الجامعة على برمجة المباراة في وقتها.

وتستند وزارة الداخلية في هذه القرارات على توصيات مصالح وزارة الصحة، وفق ما يظهر جليا في مراسلاتها للفرق المعنية، لكن في المقابل ينبع إصرار الجامعة على مواصلة تنظيم المباريات من "الضوء الأخضر" الحكومي الذي أُطلق أمام عودة النشاط الرياضي بالمغرب عن طريق وزير الشباب والرياضة عثمان الفردوس، بتاريخ 23 يونيو 2020.

وكان الفردوس قد أعلن أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب أن نهاية يوليوز سيكون هو موعد عودة مباريات البطولة الوطنية، بل إنه أكد أن هذا القرار اتخذ بتنسيق بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبين وزارة الصحة ووزارة الداخلية، هذه الأخيرة التي ألغت لحد الآن مباراتين ويرجح أن توقف أخرى خلال الأسابيع القادمة.

وتبدو احتمالية إلغاء مباراة اتحاد طنجة ونهضة بركان، المبرمجة بتاريخ 11 غشت 2020 بمدينة البوغاز، واردة جدا بعد ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا على 15 من عناصر الفريق الطنجي إثر عودتهم من معسكر بمدينة أكادير، رغم خضوعهم سابقا للفحص المخبري مرتين، ما دفع إدارة الفريق إلى تحديد موعد جديد لإجراء الاختبارات لكل اللاعبين والطاقم بعد غد الجمعة، علما أن والي طنجة، محمد مهيدية، كان قد حول جزءا من ملعب الفريق إلى فضاء لاستقبال المصابين بالفيروس في ظل الضغط الحاصل على المستشفيات.

وبالنسبة للجامعة، تتسبب قرارات "الوقت بدل الضائع" الصادرة عن الداخلية، في إرباك البرنامج العام لما بقي من مباريات والمرتبك أصلا بفعل كثرة المؤجلات، وذلك وفق ما كشفت عنه مصادر مقربة من الجامعة لـ"الصحيفة"، وفي الوقت نفسه لا يرغب القجع في تحمل مسؤولية الإعلان عن إلغاء الموسم الكروي، وفي حال حدث ذلك يرغب في أن تكون الحكومة هي الجهة التي تتحمل مسؤوليته.