بين المغرب والجزائر.. من يربح سباق "كسر العظام" لِنيل شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025؟

 بين المغرب والجزائر.. من يربح سباق "كسر العظام" لِنيل شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025؟
الصحيفة- عمر الشرايبي
الأربعاء 5 أكتوبر 2022 - 17:12

بعد سحب التنظيم من دولة غينيا لعدم جاهزيتها، تقدم كل من المغرب والجزائر لسباق التنافس من أجل الظفر بشرف احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، المقررة سنة 2025، وذلك بعد أن أعادت الكونفدرالية الإفريقية "كاف" فتح باب الترشح أمام الدول الراغبة في استضافة العرس الكروي القاري.

سباق يدخله المغرب مرشحا بارزا، رغم ابتعاده عن تنظيم "كان" الذكور، خلال مناسبات عدة، وذلك بالنظر لعدة اعتبارات موضوعية، تتجسد في واقع الأرقام والميدان، مقارنة بملف الجارة الجزائر، الأخير الذي يبدو أبعد من أن ينافس الرباط لاستضافة التظاهرة الكروية القادمة.

نقط قوة الملف المغربي... جاهزية الملاعب والبنى التحتية

يعتبر المغرب من الدول الإفريقية القليلة، الجاهزة حاليا، من أجل استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، نظرا لاعتبارات مرتبطة بالوضعية الراهنة لبنيتها التحتية الرياضية، من ملاعب المباريات ومرافق التداريب، ناهيك عن الترتيبات اللوجستيكية المرتبطة بالنقل والإيواء، وذلك باعتراف الاتحاد الكروي القاري، الأخير الذي وضع ثقته في الرباط من أجل استضافة عدة تظاهرات مهمة، خلال السنوات القليلة الماضية.

على مستوى ملاعب القارة، منحت الـ CAF الترخيص الدولي لسبع ملاعب مغربية، يتعلق الأمر بكل من مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ملعب مولاي الحسن بالرباط، الملعب الكبير لمدينة مراكش، الملعب البلدي لمدينة بركان، الملعب الكبير لمدينة أكادير والملعب الكبير لمدينة طنجة.

باستثناء جنوب إفريقيا، التي تتوفر على 13 ملعبا جاهزا لاستضافة "الكان" ومصر التي لديها سبع ملاعب تحترم المعايير المطلوبة، فإن المغرب يبقى الأقرب لاستضافة المسابقة القارية قبل خمس سنوات من موعدها، علما أن الفترة المقبلة ستشهد تطويرا وتحديثا لبعض الملاعب الكبرى، على غرار ملعب طنجة الكبير، الذي من المنتظر أن يكتسي حلة عالمية، في السنوات المقبلة.

بالإضافة إلى الملاعب، جوهر الملف المغربي لاستضافة "كان 2025"، فإن المغرب يوفر لإفريقيا ظروف إيواء في المستوى العالي، سواء من خلال فنادق الإقامة عبر مختلف جهات المملكة أو سلاسة التنقل، حيث بإمكان الفرد متابعة مباراة المجموعة الأولى في الدار البيضاء، صباحا، ثم التنقل إلى طنجة، شمال المغرب، عبر القطار السريع "البراق"، لمتابعة مباراة عن نفس المجموعة، عشية اليوم نفسه، على سبيل الذكر ليس الحصر.

خدمات التنقل والإيواء، تمنح المغرب خصوصية فريدة، تجسدت من خلال استضافة النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، وقبلها تظاهرات كبرى، على غرار نهائي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، أو ذات بعد دولي باحتضان دورتي كأس العالم للأندية سنتي 2013 و2014، مع الإشارة أيضا إلى أن الرباط كانت مسرحا لحفل جوائز الـ"CAF Awards"، قبل أسابيع، في رحاب مركب محمد السادس لكرة القدم بـ"المعمورة".

وإن كانت كأس أمم إفريقيا حدثا رياضيا بامتياز، فإن التظاهرة الرياضية أضحت تساير التطور الرقمي وتهتم بجانب الصورة في التسويق للمنتوج، وهو ما يجعل الـCAF تستنجد بالإمكانيات المتطورة للمغرب في هذا الشأن، حيث كانت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سباقة إلى اعتماد تقنيات البث العالي الجودة "HD" في نقل الأحداث الرياضية مع استخدام أحدث الآليات، سواء عبر "الدرون" أو وسائل البث المتطورة.

ملف المغرب.. دعم حكومي لاحتضان "كان 2025"

جرت الأعراف، أن تحصل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على الضوء الأخضر من لدن الحكومة المغربية، قبل تحضير ملف متكامل من أجل استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد أن استضاف المغرب نسخة 1988 في وقت سابق، كما انسحب من تنظيم دورة 2015، بسبب انتشار وباء إيبولا.

سرعان ما بدأ الحديث لدى الأوساط الرياضية عن سحب تنظيم "كان 2025" من دولة غينيا وإمكانية ترشح المغرب لاستضافة البطولة، حتى تحركت قنوات التواصل بين الأطراف المعنية بالموضوع، في مقدمتها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يشغل أيضا منصب وزير منتدب في الحكومة وعضو داخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

نقطة تلاقي "ثلاثية مهام" فوزي لقجع، تجعل من الملف المغربي أكثر قوة قياسا بمنافسه الجزائري، خاصة وأن جهاز الـCAF الحالي، برئاسة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، يرتبط بعلاقة وطيدة مع الرباط، قوامها المصالح المشتركة والثقة المتبادلة، وهو ما اتضح جليا من خلال إسناد شرف تنظيم النسخة المقبلة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، دوري أبطال إفريقيا للسيدات ثم كأس أمم إفريقيا U23 (المحطة المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024)، (تنظيمها) للمغرب.

قوة المغرب المتجذرة في عمقه الإفريقي، تجعل من استقطاب الأصوات الداعمة لملفه، أمرا في المتناول، لما تلعبه الرباط في نسج خيوط "الديبلوماسية الموازية"، بقيادة سامية من عاهل البلاد، الملك محمد السادس، وتنزيل لسياسته من خلال تمثيليات المغرب في المنتظم القاري والدولي، رياضيا وسياسيا.

المنافس الجزائري.. شوائب في الملف !

مطلع العام الجاري، تلقت الأندية الجزائرية الأربعة المشاركة في دور المجموعات من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، ضربة موجعة، بعدم اعتماد ملاعبها لاستضافة المباريات القارية، مما اضطرها للاستقبال على ملعبي "5 جويلية" بالعاصمة والبليدة.

وأفادت تقارير صحافية محلية إنه بالرغم من كون ثلاث أندية تنتمي لمدن كبيرة وكروية بعيدة عن العاصمة، وهي سطيف وبشار وتيزي وزو، إلا أن الجهاز الكروي القاري يقر بعدم أهلية ملاعبها لاستقبال مباريات قارية في مسابقتي الأندية.

وكتبت صحيفة الشروق، عبر موقعها الرسمي إنه "مرة أخرى ونحن في سنة 2022، نجد الجزائر ضمن البلدان المتخلفة جدا ليس في العالم وإنما حتى في القارة الإفريقية"، مردفة "وعندما يتضح بأن ملاعب فرق مثل بلوزداد المعتمد على ملعب العناصر 20 أوت وهو الفائز بنسختي الدوري الجزائري الأخيرتين، وملعبي فريقين بحجم وفاق سطيف وشبيبة القبائل لا تعترف بها القارة السمراء، فمعنى ذلك أننا من الدول المتخلفة في القارة السمراء من حيث المنشآت القاعدية".

ورغم افتتاح الملعب الجديد بولاية وهران، إلا أن المنشأة الرياضية، ليست كافية من أجل الالتزام بدفتر التحملات الذي تطلبه الـCAF من أجل احتضان حدث بقيمة كأس أمم إفريقيا، وما يتطلبه الأخير من عدد الملاعب التي تراعي مُتطلبات العصر وتستوفي الشروط التي يحددها الجهاز الكروي القاري.

غياب الجزائر عن تنظيم المواعيد الكروية الكبرى، طيلة سنوات، أظهر عجز الدولة على النهوض ببنيته التحتية الرياضية، حيث تجسد ذلك في تخلفها عن تأمين دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة، بصورة تليق بالحدث، لا على مستوى المرافق ولا على صعيد النقل التلفزي.

باستثناء الجزائر العاصمة ومدينة وهران، تفتقد باقي المدن الجزائرية لتنوع مرافق الإيواء والوحدات الفندقية المصنفة، ما يجعل تنظيم "كان2025" مهمة صعبة، رغم الهامش الزمني الذي يفصلنا عن انطلاقة البطولة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...