بعد تقشف الزيات.. هكذا فشل الرجاء في تدبير "الميركاتو" الشتوي

 بعد تقشف الزيات.. هكذا فشل الرجاء في تدبير "الميركاتو" الشتوي
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأحد 12 يناير 2020 - 15:00

تسود موجة من الاحتقان داخل أوساط أنصار فريق الرجاء الرياضي، بسبب طريقة تدبير المكتب المديري للنادي، لمرحلة انتقالات اللاعبين الشتوية، حيث ظهر عجز كبير في إتمام بعض الصفقات، وذلك رغم إلحاح جل مكونات "الأخضر" على ضرورة تعزيز التركيبة البشرية ببعض الأسماء، لسد مراكز الخصاص.

امتداد لاستراتيجية "فاشلة"

قد يكون من المبكر الحديث عن "فشل"، قبيل أيام من إغلاف باب "الميركاتو"، إلا أن العارفين بكواليس البيت الداخلي لمركب "الوازيس"، يكادون يجزمون على غياب استراتيجية ناجعة في تدبير ملف الانتدابات، رغم دخول النادي بقوة على خط عدد كبير من الأسماء للتفاوض من أجل ضمها.

خلال الأيام الأولى من "الميركاتو"، ارتأت إدارة الرجاء إحاطة مفاوضاتها مع اللاعبين الراغبة في التعاقد معها، بالسرية، مشكلة لجنة ثلاثية من أعضاء المكتب المديري، يتقدمها أنيس محفوظ، الكاتب العام، الأخير المشرف المباشرعلى ملفات "الميركاتو"، الذي اختار وكيل لاعبين معروف، ليكون الممثل الأول للرجاء في أي جلسة مفاوضات، وذلك في غياب للمدير الرياضي، هذه المهمة التي كان يشغلها الإطار الوطني فتحي جمال، قبل أزيد من خمس أشهر.

واقع الشتاء، ظهرت بوادره صيفا، حيث أخفق مسؤولو الرجاء في تدبير عدد كبير من المفاوضات، حيث فشلت في حسم تعاقداتها مع أسماء عدة، على غرار يحيى حبران، الذي اختار التوقيع في كشوفات الوداد، في آخر اللحظات، أحمد حمودان، مهدي برحمة، سفيان كركاش وغيرهم من اللاعبين الذين كانوا قريبين من أسوار "الوازيس" قبل التعريج صوب وجهات أخرى.

سياسة التقشف وسط سوق الأرقام..

قبل أسابيع، حدد جمال السلامي، مدرب فريق الرجاء الرياضي، قائمة أولية للاعبين الذين يرغب في مفاوضتهم، في أفق ضمهم لتركيبته البشرية، إلا أن إتمام المهام من قبل مسؤولي النادي، تعثر وسط "سوق" لا تعترف إلا بالأرقام والبقاء للأقوى، كما هو الأمر لإغراء مراد باتنة بالعودة من "الخليج" أو إقناع بدر بولهرويد بالانفصال عن ملقة الإسباني من أجل عيون "الرجاويين"

حسب مصادر من "الصحيفة"، فإن الغلاف المالي التي ترصده إدارة الرجاء من أجل ضم بعض اللاعبين، يقل بكثير عن الأرقام المقدمة من جهات أخرى، مما يجعل المفاوضات تصطدم بالرفض في جلها، ففي الوقت الذي يبلغ سهم أحد اللاعبين "دون ذكر الاسم" إلى 400 و500 مليون سنتين، تنهج لجنة تفاوض الرجاء سياسة "التقشف"، بحثا عن تغليب الاستمالة العاطفية للاعب عوض طرح "الشيك" الحاسم لإنهاء المفاوضات.

قبل أيام، فسخ زكرياء حدراف عقده مع نادي "ضمك" السعودي، حيث كانت وجهته الأقرب، العودة لحمل قميص فريقه السابق الرجاء، إلا أن تماطل مسؤولي الأخير دفع إدارة نادي نهضة بركان إلى تغيير وجهته، بتقديم عرض مالي يصل إلى 450مليون سنتيم، في وقت عجزت فيه كتيبة الزيات في توفير 120مليون سنتيم، مطلب اللاعب لمستحقاته العالقة في ذمة "الأخضر"، التي تأخر رئيس الرجاء في البحث عن استعارتها، في حين أنهى "البرتقالي" إجراءات توقيع حدراف في كشوفات الفريق، بالعاصمة الرباط.

المتداخلين في سوق "الميركاتو".. الغلبة للأقوى!

من بين الأسباب التي أدت إلى هذه المعاينة المؤقتة، اختلاف موازين القوى بين عدة متداخلين في سوق "الميركاتو"، حيث لا يكفي أن تملك مسيرين في مستوى عال من التدبير والتسويق، في ظل غياب ذوي الاختصاص في الشق المتعلق بانتدابات اللاعبين، قادرين على تدبير الملفات بحنكة، كما كان يقوم به سعيد حسبان، الرئيس السابق للرجاء، في معرض الحديث عن نموذج الفريق "الأخضر"

في غوص داخل كواليس الرجاء، اتضح أن الأمر يتعدى المشكل المالي المحض، إلى صراع خفي بين وكلاء لاعبين، حيث يعمد أحدهم، حسب ما توصلت به "الصحيفة"، إلى استغلال نفوذه داخل السوق المحلية واشتغاله مع بعض اللاعبين (منهم من كان يرغب الرجاء في التعاقد معه)، من أجل تغيير وجهتهم، كما هو حال المهاجم محسن ياجور، على سبيل الذكر ليس الحصر.

هذا الصراع، مرده، حسب مصادر الجريدة، إلى رغبة إدارة الرجاء في عدم التعامل مع الوكيل المذكور، حيث تناسلت بعض الأخبار، قبل أسابيع، عن تحركاته للتشويش على "ميركاتو" الرجاء، وهو ما اتضحت معالمه، تدريجيا، مع مرور الأيام، خاصة بعد فشل المفاوضات مع مراد باتنة، عدم تجديد عقد عبد الإله الحافيظي، انضمام ياجور وحدراف إلى نهضة بركان..

بالعودة إلى باقي المتداخلين، فإن اسمين يطرحان على الطاولة، الأول هشام أيت منا، رئيس فريق شباب المحمدية، الداعم الرئيسي لجل صفقات نادي الوداد الرياضي، في إطار علاقة التعاون بينه وسعيد الناصيري، رئيس النادي "الأحمر"، الأخير الذي أبرم أريد من ست صفقات، خلال الأسبوعين الماضيين، رغم ضعف السيولة المادية لخزينة "الأحمر"

أما المتداخل الثاني، فما هو إلا فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المستقيل حديثا من رئاسة نادي نهضة بركان، إلا أنه كان المشرف الأول على انتداب كل من محسن ياجور وزكرياء حدراف إلى الـ RSB، في صفقة تقارب مليار سنتيم، بعد أن كان الثنائي أقرب للعودة إلى الرجاء.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...