بين مؤمن زكرياء واسماعيل بلمعلم.. عندما تتحول نجومية الكرة إلى معاناة مُجتمعية

 بين مؤمن زكرياء واسماعيل بلمعلم.. عندما تتحول نجومية الكرة إلى معاناة مُجتمعية
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 18 شتنبر 2020 - 16:27

تعددت الأسباب لكن حجم التعاطف واحد، ذلك الذي جاء ليضمد جراح معاناة لاعبين من ملاعب كرة قدم العربية والإفريقية، نالا نصيبهما من النجومية قبل أن "تغدر" بهم المستديرة وسط جحيم نفسي؛ مؤمن زكرياء نجم الأهلي المصري السابق الذي ألم به مرض نادر وإسماعيل بلمعام، المدافع السابق لفريق الرجاء الرياضي المغربي، الذي يعاني من مرض نفسي صعب منذ أشهر.

رغم حجم الأضواء التي قد تسلط عليك وأنت تخطو وسط البساط الأخضر، تسجل الأهداف وتحقق الألقاب، هناك وجه مظلم لعالم كرة القدم، قد يدفعك نحو سفر مجهول وسط عتمة من المشاكل والاضطرابات، وما قصة مؤمن وإسماعيل إلى نموذج حي لمعاناة "نجم" سابق..

مؤمن زكرياء.. نجم الأهلي الذي أنهكه "المرض النادر"

قبل أن يتصدر "التراند" في مصر بحالته الإنسانية التي تعاطف معها الجميع.. اشتهر مؤمن زكرياء داخل ملاعب الكرة، منذ أن انتقل في سنة 2013 لفريق الزمالك، قبل أن تتضاعف نجوميته بعد ارتدائه قميص "الغريم" الأهلي، الذي توج معه بلقب الدوري  المحلي لثلاث مواسم متتالية.

اشتهر باحتفاليته الشهيرة " كتم السمع"، لكن قصة معاناته ترددت على مسامع الجميع، حين أعاره نادي الأهلي إلى نادي أحد السعودي، هناك شعر مؤمن بالضعف وعدم القدرة على أداء التدريبات التي كانت روتينية بالنسبة له، وسرعان ما تطور مرضه ليشعر بآلام في عضلاته، قبل أن يُنهي "أحد" عقد إعارته ويعود إلى الأهلي مجددا.. لكن بغير الجسد الذي ذهب به.

بعد خضوعه لفحوصات طبية شاملة، تأكدت إصابة مؤمن زكريا بمرض نادر، سريع الانتشار في جسم الإنسان، يصفه خبراء الصحة بـ "التصلب الجانبي الضموري" في العضلات، حيث ينتقل من العضلات إلى الأعصاب ويفقد الجسد التحكم في الأطراف والحواس.

فقد اللاعب إمكانية مداعبة الكرة، رغم أنه مازال في سن القدرة على العطاء، وهو ما زاد من حدة الألم النفسي، رغم إعلان النادي الأهلي عن التكفل بسداد قيمة عقده كاملة، إلا أن لغة "المال" وحدها لا تشفي داء الشغف الكروي، لاسيما وأن بعض التقارير الإعلامية هناك بدأت تتحدث عن "تنكر" المسؤولين للاعب الذي كان في حاجة أكثر للدعم النفسي منه من المادي.

إسماعيل بلمعلم.. دولي سابق وسط "الأزمة"

سرعان ما تردد خبر مروره من أزمة نفسية صعبة، حتى تحرك بعض "فاعلي الخير" من أحل تقصي حقيقة ما يمر منه إسماعيل بلمعلم، المدافع الدولي المغربي السابق الذي جاور عدة أندية محلية، أبرزها الرجاء الذي وصل معه إلى محطة نهائي كأس العالم للأندية 2013، حيث شارك في المباراة النهائية الشهيرة أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني.

قبل التفاتة مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، كانت أسرة بلمعلم الصغيرة تحاول مواكبة نفسية اللاعب المهتزة، الأخير الذي ثوارى عن الأنظار منذ أن غادر فريق الجيش الملكي في يوليوز من العام الماضي، إذ قرر "تعليق الحذاء" بسبب الضغوطات التي كان يعيشها وتراجع مستواه التقني داخل أرضية الميدان.

ابتعاد بلمعلم عن ممارسة "مهنته"، جعله يدخل في دوامة فراغ مخيفة، رمت به إلى براثين النسيان من لدن الرأي العام والمتتبع الرياضي، كما أدخلت الشاب في صراع مع نفسه، بحثا عن الذات المغيبة بسبب التعاطي النفسي مع الواقع، يحتاج معه اللاعب السابق لسنوات من التتبع لتجاوزه.

وإن كان من محاسن وسائل التواصل الاجتماعي أن أظهرت حالة بلملعم للملأ، وهو يكاد يفصح عما بدواخله، وسط أسرة صغيرة تحاول بشتى الطرق إخراجه من دوامة "السلبية"، فإن حالة المدافع السابق للمنتخب المغربي مرآة تعكس واقعا آخر لحياة لاعب كرة القدم، الأخير الذي يبقى معرضا في أي لحظة إلى التهميش وتقبل بعض الأمراض النفسية بدرجة أولى.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...