بَعد حرج مدريد من تواجد غالي على أرضها.. هل يدفع المغرب إسبانيا لمراجعة موقفها من قضية الصحراء؟

 بَعد حرج مدريد من تواجد غالي على أرضها.. هل يدفع المغرب إسبانيا لمراجعة موقفها من قضية الصحراء؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 3 ماي 2021 - 9:00

رغم أن قضية افتضاح تواجد زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، في إسبانيا، قد أضرت بالعلاقات الثنائية بين الأخيرة والمملكة المغربية، إلا أنها قد تحمل في طياتها نفعا للعلاقات بين الطرفين، خاصة المغرب، الذي وجد نفسه في موقف قوة للضغط بشكل أكبر على جارته الإسبانية لانتزاع موقف لصالحه في قضية الصحراء.

وكشف تصريح لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أول أمس السبت، بأن المغرب لا ينوي على الإطلاق أن يُمرر ما أقدمت عليه إسبانيا باستضافة زعيم البوليساريو، مرور الكرام، حيث أكد على أن المغرب لازال ينتظر ردا "مرضيا ومقنعا" من طرف إسبانيا.

تصريح بوريطة، حسب عدد من المتهمين بالعلاقات المغربية الإسبانية، يضع إسبانيا في موقف يفرض عليها تقديم توضيح صريح من الصراع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو على الصحرء، وهو ما قد يُخرجها لأول مرة من دائرة الحياد الذي لطالما لجأت إليه على غرار العديد من البلدان الأوروبية والعالمية المهتمة بالصراع المذكور.

وتُعتبر قضية إدخال إبراهيم غالي إلى إسبانيا سرا من أجل تلقي العلاج، رغم أنه مطلوب لدى القضاء الإسباني في قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان كـ"التعذيب والاغتصاب"، القضية التي أفاضت الكأس بين المغرب وإسبانيا مؤخرا، حيث أن العلاقات بين الطرفين لم تكن على ما يرام منذ شهور، بسبب العديد من القضايا، كالجدل حول الحدود البحرية، ومواقف بعض الأطراف الإسبانية من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وانعكاسات تأجيل اللقاء الرفيع المستوى لأجل غير مسمى.

المغرب، عبر وزارة خارجيته، كان صريحا في البلاغ الأخير، حيث اعتبر قبول إسبانيا بدخول زعيم جبهة إنفصالية إلى أراضيها، هو ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين، خاصة أن إسبانيا كانت تنوي إبقاء تواجد غالي على أراضيها سرا بتنسيق مع الجزائر، قبل أن ترصد المخابرات المغربية هذا التواجد وتسرب المعلومات إلى مجلة "جون أفريك" الفرنسية التي فضحت الأمر.

ويرى متتبعون، أن المغرب لديه "كامل الحق" في رفضه لما قامت به إسبانيا، بالنظر إلى وقوفه مع إسبانيا في قضية انفصال كتالونيا، حيث أعلن دعمه لوحدة تراب شبه الجزيرة الإيبيرية كاملا ورافضا دعم أي انفصال داخل ترابها، وبالتالي، فإن ما أقدمت عليه إسبانيا باستضافة زعيم حركة انفصالية معادية للمغرب، وفوق ذلك مطلوب للقضاء في جرائم خطيرة، يُعتبر بمثابة الطعنة للجار المغربي.

ووفق تحليلات سياسية لبلاغ وزارة الخارجية المغربية في الأيام القليلة الماضية، وتصريح الوزير ناصر بوريطة، فإن المغرب يتضح أنه يتجه إلى نهج أسلوب التصعيد مع إسبانيا في قضية الصحراء، للخروج بموقف صريح بدل "لغة الخشب" التي ظلت تنتهجا لعقود طويلة في ملف الصحراء، وليس مستبعدا أن يكون المغرب يحاول دفع إسبانيا إلى الاعتراف بسيادته على الأقاليم الصحراوية على غرار الاعتراف الأمريكي.

ورغم أن القراءات الحالية للعلاقات المغربية والإسبانية وتشعباتها مع بلدان الجوار والعالم، تشير إلى وجود صعوبات في احتمالية الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، إلا أن الضغوطات المغربية الحالية التي تُمارس على إسبانيا وأوراق الضغط التي يمتلكها المغرب، كقضايا الهجرة والإرهاب، قد تُعبد الطريق رسميا نحو مواقف إسبانية أكثر ميلا لصالح المملكة المغربية في المستقبل.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...