تأجيل الاجتماع الاستثنائي لـ"برلمان البيجيدي".. هل أنقذ بنكيران العثماني من الإقالة بعد لقائه بالوفد الإسرائيلي؟

 تأجيل الاجتماع الاستثنائي لـ"برلمان البيجيدي".. هل أنقذ بنكيران العثماني من الإقالة بعد لقائه بالوفد الإسرائيلي؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 26 دجنبر 2020 - 12:01

لم تمر سوى ساعات على إعلان عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سابقا، رفضه انعقاد المجلس الوطني للحزب بشكل استثنائي على خلفية مجالسة الأمين العام الحالي سعد الدين العثماني للوفد الرسمي الإسرائيلي الذي زار المغرب مؤخرا، حتى أعلن رئيس المجلس إدريس الأزمي الإدريسي، مساء أمس الجمعة، عن تأجيل اللقاء الذي كان مقررا يوم غد الأحد إلى موعد غير محدد، ليطوي بذلك صفحة "إقالة" العثماني التي كان يدعو لها العديد من أعضاء الحزب.

وأورد الأزمي الإدريسي في بلاغ أنه "بناء على طلبات بعض أعضاء المجلس الوطني، وباتفاق بين مكتب المجلس والأمانة العامة، فقد تقرر تأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس التي كانت مبرمجة يوم الأحد 27 دجنبر إلى موعد لاحق"، وهي الخطوة التي يبدو تأثير ابن كيران فيها بَيِّنًا، حيث تأتي في اليوم نفسه الذي أعلن فيه رئيس الحكومة السابق أنه اتصل برئيس المجلس الوطني مباشرة وأخبره أنه ضد انعقاد الاجتماع الاستثنائي لأن "الوقت غير مناسب".

وكان "برلمان البيجيدي" سينعقد بعد أن سبقه اجتماع الأمانة العامة استثنائيا، والذي تلاه بلاغ جاء فيه أنه "طبقا للمادة 28 من النظام الأساسي للحزب، وتفاعلا مع الطلبات التي توصلت بها رئاسة المجلس الوطني من عدد من أعضائه، قررت الأمانة العامة ومكتب المجلس الوطني، الدعوة إلى دورة استثنائية للمجلس تنعقد عن بعد يوم الأحد المقبل، لمناقشة أداء الحزب بخصوص التطورات السياسية المرتبطة بالقضية الوطنية ومستجدات القضية الفلسطينية".

وأبدى ابن كيران دعما صريحا للعثماني بعد موجة الانتقادات التي طالته من طرف العديد من المنتمين للحزب من بينهم أعضاء في المجلس الوطني، الذي يحمل هو أيضا عضويته، وذلك بعد أن شارك الأمين لـ"البيجيدي" العام بصفته رئيسا للحكمة في مراسيم توقيع الاتفاقات التي ربطت المغرب بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالقصر الملكي في الرباط يوم الثلاثاء الماضي، والتي مثلت أول خطوة عملية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.

وعلى الرغم من أنه كان المرشح الأول لخلافة العثماني في حال قرر المجلس الوطني المرور إلى انتخابات مبكرة للأمانة العامة إلا أنه اختار الوقوف ضد دعوات إقالة العثماني، الأمر الذي دفع الأمانة العامة إلى الإشادة بذلك حيث أورد بلاغها أنها "تنوه عاليا بالموقف الوطني المسؤول والقوي الذي عبر عنه عبد الإله بن كيران الأمين العام ورئيس الحكومة السابق، مما يؤكد أنه من طينة رجال الدولة الكبار في المنعطفات الكبرى".

وظهر ابن كيران في فيديو مباشر عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أعلن فيه أنه "غير راض" على المسار الذي ذهب فيه الحزب منذ 2017، كما أكد أن علاقاته بالعثماني أضحت فاترة، لكنه في المقابل رفض دعوات الخروج من الحكومة أو إقالة العثماني من الأمانة العامة للحزب في الوقت الراهن، وشدد على أن الأمر يتعلق بقرار اتخذه الملك بصفته رئيس الدولة والمسؤول عن حسم القضايا المصيرية والسيادية، خالصا إلى أن "الواجب الآن هو الوقوف مع الملك"، وأن "رئيس الحكومة هو الرجل الثاني في الدولة، ولا يخرج عن الرجل الأول فيها".

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...