تخلف زياش ومزراوي عن رحلة المنتخب إلى الكونغو.. مقعدان شاغران لا أكثر!

 تخلف زياش ومزراوي عن رحلة المنتخب إلى الكونغو.. مقعدان شاغران لا أكثر!
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 15 مارس 2022 - 10:08

تشد طائرة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، الأسبوع القادم، الرحال، صوب العاصمة الكونغولية كينشاسا، من أجل خوض المواجهة الحاسمة، في إطار ذهاب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم "قطر 2022"، وهي الرحلة التي سيتخلف عنها كل من حكيم زياش ونصير مزراوي، رغم توصلهما بحجوزات تذاكر السفر.

قرار زياش ومزراوي الاعتذار عن حمل القميص الوطني، خلال الاستحقاق القادم، جاء تزامنا مع لغط كبير رافق عدم استدعائهما لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، بداعي "القرارات الانبضاطية" للناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلوزيتش، إلا أن الأمور لم تسر بالشكل الذي خططت له الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع، هذا الأخير الذي أغلق اللاعبان معا الباب في وجهه، عشية خرجته الإذاعية، التي طمأن فيها الرأي العام الوطني حول المستقبل الدولي لنجمي تشيلسي وأياكس.

فوزي لقجع.. تدبير ارتجالي

بعد أن ترك زمام الأمور للناخب الوطني، من أجل مواجهة مباشرة مع الرأي العام، لم يجب فيها البوسني حاليلوزيتش، بشكل شاف، عن تساؤلات الشارع الكروي، كما أنه لم ينجح، وفق آراء عدة نقاد، في تبرير قرار استبعاد كل من حكيم زياش ونصير مزراوي عن منظومة "الأسود"، عاد فوزي لقجع، بصفته مسؤولا أولا عن المنتخبات الوطنية، لتصدر المشهد، مستغلا قرب موعد مباراة "الأسود" أمام الكونغو الديمقراطية، ظنا منه أن مساعي الصلح رتبت الأوراق داخل منظومة النخبة المغربية.

وإن كان رد اللاعبين، عبر موقع التواصل الإجتماعي "انستغرام"، قد يبدو قاسيا ومفاجئا في نفس الآن، إلا أن خرجة لقجع الصباحية، شكلت امتدادا لتدبير ارتجالي في تسوية المشكل القائم، والذي يضر مؤسسة المنتخب الوطني أكثر ما يمس الأطراف المتداخلة، حيث أخطأت جامعة الكرة حين قررت المواجهة المباشرة والمعركة الإعلامية التواصلية، عوض سلك مسار "ديبلوماسي" في تدبير الخلاف.

مسلسل "الفعل وردة الفعل"، جعل موضوع زياش ومزراوي يأخذ أكبر من حجمه، في الوقت الذي تحكي الرواية الرسمية عن "مشكل داخلي في المعسكر بين الناخب الوطني واللاعب"، سرعان ما تحول لقضية رأي عام، تنقسم فيها الأدوار وتختلف فيها الرؤى، علما أن الموضوع كان ليس بعيدا عن صخب "السوشال ميديا".

بغض الطرف عن صواب موقف اللاعب، فإن سلك مسطرة التواصل الرسمي عبر المراسلات، لم يكن ناجعا في قضيتنا هذه، وهو ما يؤكده عدة مقربين من كواليس المنتخب الوطني، رجوعا إلى شخصية حكيم زياش، على سبيل الذكر ليس الحصر، الأخير الذي لم يكن ليقبل معاملة مماثلة، خاصة وأنه سبق له أن كان في موقف مماثل، تطلب تنقل فوزي لقجع، حتى أمستردام الهولندية، من أجل الإشراف شخصيا على الصلح بين لاعب "الأياكس"، حينها، والناخب الوطني السابق، الفرنسي هيرفي رونار.

ترى أطراف أخرى متابعة للموضوع، أن موقف لقجع والجامعة، سار في منحى أن "المنتخب الوطني فوق أي اسم"، إلا أن تمييع الموقف نفسه، بتسريب وثائق داخلية، عبر الإعلام، من أجل "حفظ ماء الوجه" وتكذيب ادعاءات زياش، لن يخدم، لا محالة، المصلحة العليا للمنتخب، والتي تفرض احتراما متبادلا بين جميع مكوناته، كان لاعبا أو إداريا أو مسؤولا على أعلى الهرم.

زياش ومزراوي.. مقعدان شاغران لا غير؟!

لن يختلف المتتبع لكرة القدم العالمية، بصفة عامة، على موهبة كل من حكيم زياش ونصير مزراوي، داخل أنديتهما، ومدى قدرتهما على تحقيق الإضافة المنتظرة داخل المنتخب الوطني، إلا أن ذلك لا يعني تعطيل محركات طائرة "الأسود"، إلى غاية صعود اللاعبين معا من أجل الجلوس في مقعديهما..

يختلف الكثيرون مع الناخب الوطني الحالي، البوسني وحيد حاليلوزيتش، في تدبيره للمجموعة، إلا أنه يكاد يحظى بالإجماع في قراءته لـ "النجومية داخل المجموعة"، وهو الذي طالما ما صرح أن "المنتخب المغربي أسمى من أي اسم.. ولن أقبل بغير ذلك"، موجها حينها إشارات لبعض الأسماء المحترفة التي، بدرجات متفاوتة، تضع "نجوميتها" في ميزان القوى مع منظومة الفريق الوطني.

حالة زياش، ليست سوى ترجمة واقعية لهذه المقارنة، حيث اختار اللاعب "لي الذراع" في علاقته الأزلية بالقميص الوطني، منذ أن اختار تمثيله عوض اللعب لهولندا، ليحاكم اليوم بحالة "العود"، بعد واقعة يونيو 2017، حين حظي بزيارة رئيس الجامعة، من أجل رأب الصدع في علاقته مع الناخب الوطني السابق وإقناعه بتمثيل القميص المغربي.

كرويا، ليس اللاعبان سوى جزء من منظومة، فلا زياش ولا مزراوي أعلى شأنا من مواطنيهما أشرف حكيمي وياسين بونو، على سبيل الذكر ليس الحصر، كما أن مقاربتهما للعلاقة مع المنتخب الوطني كمنظومة مستقلة عن رئيس الجامعة وموظفيه، لا تعلو فوق مكانة القميص الوطني لدى نجوم عالميين، في مقدمتهم ليو ميسي مع الأرجنتين، نيمار مع البرازيل وكريستيانو رونالدو مع البرتغال، أو في مقارنة أقرب، ساديو ماني مع السنغال ومحمد صلاح رفقة المنتخب المصري.

في انعكاس لهذا الاختيار الشخصي على منظومة الأسود"، واقع الميدان يفرض على نصير مزراوي أن يكون الرقم "2" في ظل وجود أشرف حكيمي كظهير أيمن، كما أن حضور حكيم زياش طيلة الفترة التي قضاها مع الفريق الوطني، لم يكن بذلك التأثير القوي، ما عدا في بعض الفترات، خاصة في مشوار تصفيات كأس العالم 2018.

ملف حكيم زياش، ليس الأول ولن يكون الأخير، فتاريخ كرة القدم المعاصرة شاهد على أمثلة نجوم عالميين "تمردوا" على منتخبات بلادهم، أشهرهم الفرنسي إريك كانتونا، الذي توجت فرنسا، في غيابه، بلقب كأس العالم 1998، وآخر نموذج، كريم بنزيما، نجم ريال مدريد الإسباني، الذي قضى سنوات عدة بعيدا عن "الديكة"، قبل أن تصفح عنه الأجهزة الكروية الوصية، ليعود مجددا بشارة الدولية.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...