تخوفات من انهيار عملية العبور بين إسبانيا والمغرب نهاية الأسبوع... وسلطات سبتة تتخذ قرارا استباقيا
أعربت السلطات الإسبانية المكلفة بتدبير عملية العبور مع المغرب، عن مخاوف كبيرة من انهيار هذه العملية مع نهاية هذا الأسبوع الذي يتزامن مع مناسبة عيد الأضحى المبارك في المغرب، حيث يعتزم الآلاف من المهاجرين المغاربة دخول أرض الوطن قبل يوم الأحد لإحياء هذه الشعيرة مع أهاليهم في المملكة المغربية.
ووفق تقارير إعلامية إسبانية عديدة، فإنه يُتوقع أن تعرف أيام الخميس والجمعة والسبت، تدفقات كبيرة جدا من طرف أفراد الجالية المغربية على الموانئ الجنوبية الإسبانية من أجل العبور إلى المغرب، وهي تدفقات يُتوقع أن تكون بأرقام قياسية غير مسبوقة.
وحسب ذات المصادر، فإن مؤشرات هذا الوضع بدأت تتضح حيث لازالت تصل المئات من المركبات والآلاف من أفراد الجالية المغربية على موانئ مثل الجزيرة الخضراء وطريفة ومالقا، ويتوقع أن ترتفع الأعداد بشكل أكبر يومي الجمعة والسبت وهو ما يُهدد بحدوث اكتظاظ كبير وما يصاحب ذلك من فوضى واحتجاجات من طرف العابرين.
وتُعتبر مدينة سبتة المحتلة هي الأكثر معاناة مع التدفقات الكبيرة للمركبات والمسافرين من أفراد الجالية المغربية، حيث عرفت من منطقة "لوما كولمنار" المخصصة لركن سيارات المسافرين قبل دخول إلى المعبر الحدودي لولوج المغرب، اكتظاظا كبيرا فاق الطاقة الاستيعابية لهذه المنطقة.
واضطرت السلطات المحلية في سبتة إلى اتخاذ خطوة استيباقية تفاديا لأي سيناريو كارثي يومي الجمعة والسبت المقبلين، حيث طالبت شركات النقل البحري الرابطة بين ميناء سبتة وميناء الجزيرة الخضراء، بتقليص عدد الرحلات اليومية لكل باخرة.
وقالت سلطات سبتة، إن الهدف من هذه الخطوة تقليص عدد المسافرين الذين يتدفقون على المدينة عبر العديد من الرحلات البحرية في اليوم الواحد، وإعطاء فرصة للسلطات والجمارك في سبتة للتعامل مع أعداد محدودة من أجل تسريع العبور وبالتالي احتواء الوضع وعدم السقوط في فوضى العشوائية والانتظار الطويل.
وكشفت أرقام مؤقتة عن عبور أكثر من 40 ألف شخص من سبتة إلى المغرب في الأيام الماضية، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ حركة العبور بين سبتة والمغرب في أيام معدودة، الأمر الذي يشير إلى حجم التدفقات الكبير للجالية المغربية هذه السنة إلى أرض الوطن.
وكان متوقعا أن تعرف عملية العبور هذه السنة تدفقات كبيرة لأفراد الجالية، بعد إلغاء العملية مع إسبانيا لمدة سنتين بسبب وباء كورونا والخلافات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، وبالتالي فإن معظم أفراد الجالية قرروا هذه السنة زيارة أرض الوطن ولقاء الأهل بعد غياب طويل.