تدابيرها فاجأت المغاربة: وزارات ومؤسسات رفعت أسهمها في زمن كورونا

 تدابيرها فاجأت المغاربة: وزارات ومؤسسات رفعت أسهمها في زمن كورونا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 10 أبريل 2020 - 20:00

يعيش جل المغاربة منذ شهر مارس الماضي أسوأ مراحل حياتهم، نتيجة اضطرارهم إلى التزام منازلهم والابتعاد قسرا عن علاقاتهم الاجتماعية، وأيضا نتيجة فقدان العديد منهم لعملهم ودخولهم في أزمات مادية لها انعكاسات اجتماعية جسيمة، في ظل حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها جائحة كورونا.

لكن في عز هذه الأزمة برزت مجموعة من المؤسسات العمومية والقطاعات الحكومية التي استطاعت أن تكسب ثقة المغاربة، والتي فاجأت الرأي العام بخطوات لم تكن متوقعة، بل منها ما قامت بتدابير عجزت عنها حتى بعض الدول الكبرى، على الرغم من أن بعضها لم يكن يستقطب ود الكثير من المواطنين قبل الجائحة. 

وزارة الصناعة

تحول حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، من شخص "مغضوب عليه" قبل جائحة كورونا، بسبب تهديده للمتاجر التركية التي تبيع منتجات منخفضة التكلفة نتيجة الإلغاء المحتمل لاتفاقية التبادل الحر، إلى أحد "نجوم" وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي نتيجة دينامية وزارته التي فاجأت المغاربة بعدة خطوات غير متوقعة.

وبرزت وزارة الصناعة والتجارة مع بداية هذه الأزمة حين بعثت رسالة طمأنة للمغاربة بخصوص تزويد الأسواق بالمواد الأساسية من أجل تفادي المبالغة في التخزين، ثم اتخاذ إجراءات مشددة تجاه المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار، ثم عادت وأثارت اهتمام الجميع بإعلانها عن خطة لتصنيع مليونين ونصف المليون كمامة يوميا ورفض تصديرها للدول الأوروبية التي تعاني الخصاص إلى حين تحقيق الاكتفاء الذاتي، ثم بالإشراف على تصنيع أجهزة محلية للتنفس الاصطناعي.

الداخلية والأمن

منذ بداية الأزمة اتضح أن وزارة الداخلية إلى جانب وزارة الصحة ستكونان في صدارة الوزارات المطالبة بمواجهة وباء "كوفيد 19"، وهو ما أكده اختيار الملك محمد السادس لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ضمن أعضاء جلسة العمل التي انعقدت بتاريخ 17 مارس الماضي، ليتضح بعدها دور "أم الوزارات" في تطويق الأزمة من خلال العمل الميداني لرجال وأعوان السلطة وتنظيم حركة التنقل بالنسبة للمضطرين للخروج وغيرها من الإجراءات التي تهم الحياة اليومية للمواطنين.

غير أن جهة أخرى كانت ممثلة في هذه الجلسة وبدا أن لها دورا كبيرا في مواجهة الجائحة، ويتعلق الأمر بالمديرية العامة للأمن الوطني التي كان مديرها عبد اللطيف الحموشي حاضرا في الاجتماع، والتي بالإضافة إلى دور عناصرها في فرض حالة الطوارئ الصحية وخاصة حظر التجوال، برزت أيضا من خلال مطاردة المخالفين والداعين لعصيان الإجراءات الاحترازية ومروجي الأخبار الزائفة.

القوات المسلحة

كان مشهد تجول مدرعات الجيش في العديد من المدن المغربية الكبرى، مشهدا غير مألوف يشي بأن الوضع الذي تعيشه البلاد استثنائي لأقصى درجة، كما أنه أعلن أن القوات المسلحة الملكية سيكون لها دور أساسي في تطويق الأزمة، ليس فقط من خلال دعم عناصر الشرطة والسلطات المحلية في حفظ الأمن وفرض حالة الطوارئ الصحية، بل أيضا دعم القطاع الصحي تحسبا لأي تطور مستقبلي.

وانخرط الجيش، بأوامر ملكية، في دعم القطاع الصحي من خلال وضع المستشفيات العسكرية بما فيها من غرف إنعاش وأجهزة للتنفس الاصطناعي، تحت إمرة السلطات الصحية بالمملكة، كما تم إنشاء مستشفيات عسكرية ميدانية يشرف عليها أطباء وأطر القوات المسلحة من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات العمومية.

وزارة المالية    

برز دور وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة خلال أزمة كورونا، من خلال إشرافها على تبرعات صندوق تدبير الجائرة الذي أحدث بأمر ملكي، وكذا دورها في لجنة اليقظة الاقتصادية التي تحولت إلى القلب النابض للشأن الاقتصادي الوطني خلال هذه المرحلة التي عرفت فقدان عدد كبير من الأسر المغربية لمورد رزقها.

وأصبحت وزارة محمد بنشعبون إحدى أكثر المؤسسات شدا للأنظار مؤخرا مع الوصول إلى مرحلة تعويض المتضررين عن فقدان الشغل بشمل مؤقت، وهو التعويض المتمثل في 1000 درهم عن شهر مارس و2000 درهم عن باقي الشهور بخصوص الأجراء المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وما بين 800 و1200 درهم لغير المسجلين في هذا الصندوق، وهي الخطوة التي خففت على مئات الآلاف من الاسرة وطأة الأزمة.

المستشفيات العمومية

طالت العديد من الانتقادات عدة مستشفيات عمومية خلال هذه الأزمة، بسبب نشر فيديوهات تظهر رداءة الطعام المقدم للمرضى وغياب النظافة عن بعض مرافقها، لكن ذلك لم يمنع من رفع أسهم مؤسسات استشفائية أخرى وجه لها المرضى الذين استطاعوا التغلب على الفيروس رسائل شكر وتقدير.

ونال العاملون بتلك المستشفيات، وخاصة الأطر الطبية والتمريضية، النصيب الوافي من الإطراء نظير التضحيات التي قدموها للمرضى، لدرجة أن مجموعة من العاملين في القطاع الصحي أصيبوا بالفيروس خلال مزاولتهم لمهامهم منهم 3 أطباء أُعلن رسميا عن وفاتهم، بالإضافة إلى اضطرار الكثيرين وصل الليل بالنهار للتغلب على هذه الجائحة.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...