تريستان دا كونا.. أكثر جزر العالم عزلة وتعيش فيها 9 عائلات

 تريستان دا كونا.. أكثر جزر العالم عزلة وتعيش فيها 9 عائلات
الصحيفة - وكالات
الأحد 26 يوليوز 2020 - 11:59

وسط جمال المحيط الأطلسي، توجد جزيرة صغيرة اسمها تريستان دا كونا. تقع هذه الجزيرة المعزولة على بعد ألفي كيلومتر من أقرب قارة، وتعيش فيها 9 عائلات بنظام اجتماعي بسيط ومستدام.

وتقول الكاتبة شام لاز في تقرير نشرته صحيفة "لوتون" (Le Temps) السويسرية إن المنطقة الواقعة بين جنوب القارة الأفريقية وسواحل أميركا الجنوبية، توجد فيها بعض الجزر البركانية التي تطل برأسها من بين أمواج البحر. وهناك سلسلة جزر تمثل قمم الجبال الواقعة تحت الماء، والأكثر شهرة من بينها هي جزيرة سانت هيلينا، التي نفي إليها نابليون بونابرت عام 1815.

وبهدف منع هذا الإمبراطور الفرنسي السابق من الهروب، تم نشر جنود بريطانيين في جزيرة مجاورة لسانت هيلينا تسمى تريستان دا كونا. وبعد نهاية مهمة هؤلاء الجنود، قرر عريف المدفعية الأسكتلندي وليام غلاد البقاء صحبة زوجته الجنوب أفريقية وطفليه، بالإضافة إلى بعض الرجال، وأسسوا مستعمرة مسيحية.

بهذا الشكل أصبح هؤلاء أول مستوطنين لهذه الجزيرة التي أصبحت جزءا من الأراضي البريطانية في ما وراء البحار، وفي عام 1817 تم التوقيع على اتفاق يقضي بالعيش فيها في كنف المساواة بين الجميع.

ويتذكر سكان تريستان دا كونا أنه في العام 1826، كان هناك خمسة رجال عزاب، وقام كل واحد منهم بجمع كيس من البطاطا والذهاب لخطبة امرأة من جزيرة سانت هيلينا المجاورة، وبالفعل جلبوا معهم خمس نساء.

وبعد بدء عمل قناة السويس في عام 1869، وامتناع شركات التأمين البحري عن تغطية السفن التي تبحر عبر جنوب المحيط الأطلسي، أصبحت الرحلات التي تمر عبر هذه الجزيرة نادرة. وفي عام 1942 تم نصب محطات للرصد الجوي وأجهزة راديو لمراقبة الغواصات الألمانية. وبعد ذلك، تم تشييد بعض المنشآت مثل المدرسة والمستشفى ودكان البقالة، ولأول مرة أصبح سكان الجزيرة يعملون ويحصلون على مرتبات، ويتداولون عملة الجنيه الإسترليني.

اكتفاء ذاتي
وتذكر الكاتبة أن هذه الجزيرة تعيش فيها اليوم 9 عائلات، تعد في المجمل 244 فردا. ويتحدث هؤلاء لغة إنجليزية بسيطة، ويحققون الاكتفاء الذاتي من أنشطة الزراعة والصيد وتربية الحيوانات. وتتميز هذه الجزيرة بإنتاج أفخر أنواع سلطعون البحر، وهو مطلوب بكثافة في اليابان والولايات المتحدة وأوروبا. كما تعرف الجزيرة بنشاط بيع الطوابع البريدية للهواة وبعض السياح.

وتشير الكاتبة إلى توقيع اتفاق في عام 1955 مع حكومة جنوب أفريقيا للسماح بتواصل أنشطة الرصد الجوي، ووجود العلماء لإجراء الدراسات والبحوث.

وفي أكتوبر 1961، على إثر اندلاع بركان في الجزيرة، تم إجلاء السكان إلى جزيرة الرأس الأخضر المجاورة، ثم نحو مدينة ساوثهمبتون الإنجليزية. لكن السكان لم يتقبلوا تغير نمط حياتهم، وصدموا بالحياة العصرية في إنجلترا. لم يشعروا بالراحة في هذا المحيط الجديد، لذلك طلبوا في عام 1963 إعادتهم إلى جزيرتهم التي يعيشون فيها بجانب الطيور والبطريق والقطرس.

وحتى عام 2000 لم يكن التيار الكهربائي متوفرا على متن الجزيرة، ثم جاءت بعثة تابعة لإحدى وكالات الأمم المتحدة، مسؤولة عن مراقبة منع التجارب النووية، وبدأت نشاطها على متن الجزيرة، فتعهدت بتوليد التيار الكهربائي، على أن يدفع السكان ثلث التكلفة.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...