حكومة كاتالونيا تنقل تمثيليتها الديبلوماسية من تونس إلى الرباط.. هل فتح المغرب ذراعيه للراغبين في الانفصال عن إسبانيا؟

 حكومة كاتالونيا تنقل تمثيليتها الديبلوماسية من تونس إلى الرباط.. هل فتح المغرب ذراعيه للراغبين في الانفصال عن إسبانيا؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 8 مارس 2022 - 15:41

أعلنت فيكتوريا ألسينا، مستشارة العمل الخارجي في حكومة إقليم كاتلونيا، أمس الاثنين، عن التوزيع الجديد الجديد للوفود الخارجية لهذه الحكومة الإقليمية، والتي شملت المغرب الذي سيستقبل مكتب لها قريبا بعد رحيل الوفد عن تونس، الأمر الذي فُسر على أنه ورقة دبلوماسية جديدة تلعبها الرباط في سياق أزمتها مع مدريد، والمرتبطة أساسا بالموقف الإسباني "الجامد" من قضية الصحراء.

وما أعلنته ألسينا، التي يمكن وصف مسؤولياتها بأنها أقرب إلى وزيرة خارجية حكومة كاتلونيا، هو أن هذه الأخيرة ستفتح تمثيليات جديدة للإقليم المتمتع بحكم ذاتي أو "الجينيراليتات" في 6 دول جديدة، لتكون بمثابة مكاتب "دبلوماسية" ويتعلق الأمر بأندورا واليابان وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا والسنغال إلى جانب المغرب الذي سيستقبل الوفد الذي سيغادر تونس، ما يعني أنه سيكون لكاتالونيا 20 وفدا عبر العالم، وهو الأمر الذي قالت تعليق عنه إنه "من المهم أن يكون لأمة مثل كاتلونيا نشاط خارجي".

ومن الناحية القانونية، فإن هذه التمثيليات لا تعني بأي شكل من الأشكال الاعتراف بانفصال كاتلونيا، بل هو تحرك تقوم به الحكومة الإقليمية المُعترف بها من مدريد بناء على اختصاصاتها الدستورية والقانونية، غير أن الأمر لا يخلو عادة من تحدٍ صادر عن الأحزاب الكاتلونية الانفصالية، الشيء الذي ما ظهر في كلمة ألسينا يوم أمس التي أوردت أن التمثيليات الجديدة، بما فيها تلك التي ستحط الرحال بالمغرب "تمثل أخبارا سيئة لأولئك الذين لا يريدون أن يكون لكاتلونيا صوتها الخاص عبر العالم".

لكن المثير للانتباه أكثر في هذه الخطوة هي أنها تأتي في ظل وجود حكومة كاتلونية يغلب عليها الانفصاليون، فهي مكونة أساسا من حزبين يدعمان الانفصال عن إسبانيا، أولهما هو "اليسار الجمهوري الكاتلوني" الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي للإقليم، بيري أراغونيس، وهو نفسه الذي سُجن أعضاؤه بعد استفتاء الانفصال سنة 2017 بمن فيهم رئيسُه أوريول جونكيراس الذي حصل على العفو من طرف المجلس الحكومي الإسباني في يونيو من العام الماضي.

أما الحزب الثاني في الائتلاف، والذي ينتمي إليه نائب الرئيس جوردي بويغنيرو، فهو حزب "معا من أجل كاتلونيا"، وهو نفسه الحزب الذي يقوده رئيس الإقليم الأسبق كارليس بويجديمونت الذي اعتقل في إيطاليا شهر شتنبر من العام الماضي تنفيذا لمذكرة اعتقال أوروبية صادرة في حقه بسبب استفتاء 2017 أيضا، وهو ما يعني أن الحكومة الإقليمية الحالية، التي تضم أيضا مستقلين من بينهم المستشارة ألسينا، تتوق إلى الانفصال عن إسبانيا.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...