حرمان الجماهير المغربية من مدرجات الملاعب.. هل هو خوف من وعي جماعي تحت غطاء الحالة الوبائية؟

 حرمان الجماهير المغربية من مدرجات الملاعب.. هل هو خوف من وعي جماعي تحت غطاء الحالة الوبائية؟
الصحيفة
الخميس 17 فبراير 2022 - 22:46

استمر إغلاق الملاعب المغربية في وجه الجماهير الكروية، منذ مارس من سنة 2020، دون أن تجد السلطات المعنية حلولا ناجعة من أجل إحداث انفراج في الأزمة، والتي أضحت ترخي بظلالها على الرأي العام الرياضي الوطني، مع ارتفاع موجة الاحتقان المجتمعي، في ظل الوعود المعلقة بالوضعية الوبائية المرتبطة بجائحة "كورونا".

قبل أسبوع، أكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن عودة الجماهير الرياضية للملاعب المغربية رهينة بالانخراط في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كورونا"، وهو الخطاب الرسمي الذي استقبله المغاربة بنوع من الحسرة، علما أن بشائر تخفيف القيود ظلت قائمة، مع تحسن الوضعية الوبائية في المملكة وانخفاض موجة انتشار متحور "ديلتا".

المسؤول عن القطاع الرياضي، رد على تساؤلات الشارع المغربي، بالقول إن "فتح الملاعب الرياضية في وجه الجماهير رهين بقرار اللجنة العلمية المختصة إضافة إلى الإسراع بتلقي الجرعة الثالثة"، مؤكدا أن الإقبال على التلقيح من شأنه التعجيل بعودة الحياة الطبيعية، في وقت تعيش جل ملاعب العالم حركية طبيعية، ضمنها دول عربية مجاورة، مثل مصر تونس.

وضع معقد، سرعان ما طرح تساؤلات الجماهير المغربية، حول مدى صواب القرار الرامي بعدم فتح مدرجات الملاعب الرياضية، ولو بصفة جزئية، حيث ذهب فصيل "الوينرز" المساند لفريق الوداد الرياضي البيضاوي، إلى السؤال ما إن كانت اللجنة العلمية لمكافحة "كوفيد19" قد أصدرت قرارها هذا في خانة العقوبات التأديبية، كما كان الأمر في السابق، حين تعاقب الجماهير ب"الويكلو" بسبب الشغب.

انتشار "هاشتاغ" الكرة للجماهير، فضلا عن الحملات على مواقع التواصل الإجتماعي للمطالبة بعودتها للمدرجات، خلقت احتقانا كبيرا خاصة لدى أوساط الشباب، والذي يشكل الملعب بالنسبة لجزء كبير منهم، متنفسا ووسيلة للترفيه والابتعاد عن منزلقات الانحراف، كما يعد منبرا لتمرير رسائلهم حول بعض الجوانب من الواقع المعاش، قد تحمل في طياتها دلالات بعيدة عن الإطار الكروي.

يتساءل حمزة (اسم مستعار)، وهو عضو في أحد الفصائل المشجعة لفريق الرجاء الرياضي، في دردشة مع موقع "الصحيفة"، إن "كانت الجائحة شماعة من أجل تبرير قرار إغلاق الملاعب في وجه الجماهير، علما أن كل المقومات حاضرة من أجل بداية العودة التدريجية للحياة الطبيعية، حيث لاحظنا ذلك في جل مناحي الحياة، باستثناء مباريات كرة القدم"، مردفا "التردد في اتخاد قرار يؤكد بالملموس أن الأمر أكبر من الظروف المرتبطة بالجائحة، حيث أن السلطات قادرة على تنظيم عملية العودة إذا ما حضرت الإرادة".

"لقد أظهرت الجماهير المغربية خلال السنوات الأخيرة نسبة كبيرة الوعي الجماعي، خاصة مع تطور حركية الألتراس، وطالما ما شكلنا صداعا في رأس المسؤولين كلما تعلق الأمر بتيفو أو رسالة ترفع من المدرجات"، مردفا "(ضاحكا) بعض الرسائل التي رفعناها تحتاج إلى مستوى دراسي عالي وثقافة عامة واسعة من أجل استنباط دلالاتها.. في بعض الأحيان ينتظر المتلقي أن نفسرها عبر تقاريرنا الرسمية".

وبالرغم من مرور قرابة 11 سنة عن حراك "20 فبراير"، إلا أن الحمولة الاحتجاجية في حركية مدرجات الملاعب، شكلت الاستثناء على شعارات الشارع، حيث تعاملت الدولة والحكومة بحذر شديد مع ما يصدر من مناصري فرق كرة القدم، خاصة مع الصيت العالمي ونسبة الاهتمام والمتابعة التي أضحت تتمتع بها، وما انتشار أغنية "في بلادي ظلموني" إلا ترجمة لذلك على أرض الواقع.

اليوم، لم يختلف الوضع الاجتماعي عن السابق، في ظل غلاء الأسعار والاحتقان المجتمعي، إلا أن تقييد حرية التعبير باتت تطرح نفسها بقوة، في حال ما استمرت الحكومة الحالية، بقيادة عزيز أخنوش، في غض الطرف عن مشكل إغلاق الملاعب، علما أن الأخير لم يسلم من حملة "المقاطعة" الشهيرة لشركة المحروقات التي يملكها، قبل سنوات، وهي الشرارة التي كانت قد انتقلت حينها إلى مدرجات ملعب محمد الخامس وابن بطوطة..وغيرها من المسارح الرياضية التي أضحت منبرا لـ"صوت الشعب" كل نهاية أسبوع.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...