حكيم زياش.. من تائه إلى ملهم الشباب المغربي المأسور بشغف متابعة المنتخب في كأس العالم

 حكيم زياش.. من تائه إلى ملهم الشباب المغربي المأسور بشغف متابعة المنتخب في كأس العالم
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 18 نونبر 2022 - 19:45

هي قصة من صنف الـ "Success Story" قد تدرس في المدارس، نموذجا للتحدي ومواجهة الصعاب من أجل تحقيق الأحلام..حلم لعب كأس العالم 2022 لم يكن ليتحقق لولا مشيئة القدر أن ينهض ذلك الطفل الغارق في براثين الضياع ليصبح نجما يراقص الكرة كما يشاء، حتى وإن بعدت المسافات على الهدف.

هدفه "الأنطولوجي" من منتصف الملعب أمام منتخب جورجيا، وحده زياش القادر على تدوينه، وهم قلة من أمثاله من بصموا تاريخ كرة القدم المغربية وألهموا جيلا مأسورا بشغف المستديرة..قلة هم شباب اليوم من يتذكرون مصطفى حجي برقمه 7 وهو يرتقي في سماء واغادوغو ليركن مقصيته الشهيرة في مرمى نادر السيد، هدفه أمام النرويج في كأس العالم 1998 بفرنسا، أو حتى قذيفته في شباك "الفراعنة" بالرباط، في إطار تصفيات كأس العالم 2002.

شباب اليوم، لا يملك عن الرقم 7 سوى صورة حكيم زياش، ملهم جيل بأكمله، بعضهم يحتفظ بذكرى ملعب "السلام" الأليمة أمام منتخب البنين، وآخرون يحتفظون بآمال انبعاث الأسد ليقود الفريق الوطني في ملحمة جديدة بقطر، كما انبعث حكيم وهو شاب يافع من إدمان المخدرات إلى استهلاك كرة القدم.

إلى شمال هولندا، هاجر والدا حكيم زياش سنة 1967، باحثين عن ظروف عيش أفضل من "قساوة" الحياة في بلدة "تافوغالت" الريفية، نواحي مدينة بركان، ليكون استقرار الأسرة المكونة من ثمان أبناء، في أحياء جنوب بلدة "درونتين" الصغيرة، هناك حيث ساحة "Cruyff Court" أين يداعب أبناء الحي الكرة، كما هو الشأن بالنسبة لعبد الحكيم "حكيم" المتابع لنجوم أياكس أمستردام، حينها، على غرار ويسلي شنايدر، رافاييل فان دير فارت أو حتى النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

في سن السابعة، طلب حكيم من والده أن يسير على خطى الأخوين الأكبرين، الممارسين حينها في أكاديميتي ناديي هيرنفين وزفوله، وهو لا يدري أن ما ينتظره أكبر مما كان يتصوره، حيث سرعان ما وجد الطفل نفسه وسط دوامة مشاكل عائلية، أرخت بظلالها على نفسيك الطفل زياش.

وفي الوقت الذي كان يبصم فيه على أولى خطواته داخل مدرسة نادي "ريال درونتين"، تحت إمرة عزيز دوفقار، أول محترف مغربي في "الارديفيزي"، شكلت وفاة الوالد، الذي كان يعاني من اضطرابات صحية، (شكلت) الصدمة الكبيرة والمنعرج الأول في حياة زياش، الأخير الذي استقبل النبأ وهو طفل في سنة العاشرة.

"كان آخر أمل العائلة.."، يقول فوزي زياش، أحد الإخوة السبعة للطفل حكيم، في الوقت الذي سجن اثنان آخرين لارتكابهما عدك أفعال إحرامية، مرتبطة بالسرقة والسطو المسلح. في المقابل، كانت تقاوم الأم لإعالة الأسرة بالإعانات العائلية والدخل على العطالة.

في ظل هذا الوضع، كان حكيم قد قرر أن يضع حدا لمسيرته الكروية، في وقت مبكر، ليتبع طريق "الانحراف"، حيث أصبح مدمن خمر وكوكايين، انقطع عن الدراسة في سن السادسة عشرة، بموازاة مزاولته لكرة القدم في مدينة هيرنفين، حيث انتقل للعيش مع أسرة أرمينية، الأخيرة لم تنجح في إحاطة الشاب بالرعاية اللازمة من أجل حفاظه على مساره الكروي النموذجي.

وإن كان لشخص الفضل لما أضحى عليه زياش اليوم، فإن عزيز دوفقار كان حاضرا لجانب حكيم، وهو يعي جيدا أن الشاب يسير في اتجاه غير سليم، فكان يصطحبه لأحد قاعات كرة القدم المصغرة لتدارك غيابه عن تداريب ومباريات "هيرنفين"، هناك حيث تفجرت موهبته، لكن سلوكه اللارياضي جعله يبتعد عن حظوظ توقيع عقد احترافي، ففي سنة 2010، بلغت جنحته أمام المحكمة ست قضايا..

الاستقرار في مدينة أمستردام، كان من بين العوامل التي ساهمت في إعادة إدماج الشاب، كرويا ثم مجتمعيا، بعيدا عن انزلاقات مدينة هيرنفين، الأخيرة التي سيعود إليها لاعبا محترفا سنة 2012، تحت إمرة الأسطورة ماركو فان باسطن، وهي انطلاقة لمسار سيستمر لغاية اليوم، حيث يسعى زياش ليقود منتخب بلاده إلى المجد، مثلما فعل مدربه الأول مع "الطواحين" في بطولة أمم أوروبا 1988.

عاد زياش بعد "غضبة" أبعدته عن المنتخب الوطني، وفي عودته أمل أن يكون "المايسترو" العازف على أوتار التألق في "جوقة" يقودها الناخب الوطني، وليد الركراكي، الأخير يعلم جيدا أن بلوغ الدور الثاني في "مونديال 2022" لن يتحقق دون تقديم حكيم لأفضل نسخه الكروية، كما كان كذلك في سنوات التألق مع "الأياكس".

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...