دعوة حمد الله للمشاركة في "المونديال".. رضوخ لمطالب الشارع أم تنازل عن قناعات الناخب الوطني؟

 دعوة حمد الله للمشاركة في "المونديال".. رضوخ لمطالب الشارع أم تنازل عن قناعات الناخب الوطني؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
السبت 5 نونبر 2022 - 20:45

عاد الحديث لدى الوسط الكروي المغربي، حول إمكانية استدعاء المهاجم عبد الرزاق حمد الله، المحترف في صفوف فريق اتحاد جدة السعودي من أجل المشاركة رفقة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقبلة بقطر، وذلك قبيل أيام قليلة من إعلان الناخب الوطني، وليد الركراكي، عن القائمة النهائية المشكلة من 26 لاعبا، من أجل خوض غمار "المونديال".

وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن هداف اتحاد جدة السودي، يحتفظ بحظوظه الكاملة من أجل الحضور في "المونديال"، كما أن اسمه مدون في القائمة الموسعة من 50 لاعبا، والتي سيتم حصرها، في غضون الأسبوعين القادمين، قبل سفر بعثة "الأسود" إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، آخر محطة تحضيرية قبل انطلاق التظاهرة الكروية العالمية.

وإن كانت عدة أصوات منادية بعودة حمد الله لحمل قميص "الأسود"، قد استبشرت خيرا بالأنباء القادمة من محيط الفريق الوطني، فإن فئة أخرى ترى في عودة حمد الله بعد ثلاث سنوات من الغياب عن الأجواء الدولية، تضاربا مع قناعات الناخب الوطني الحالي وفلسفة اشتغاله مع المجموعة.

المتتبع لمسار اللاعب، سواء مع الأندية التي لعب فيها أو سوابقه مع المنتخب الوطني، يدق ناقوس خطر "اللارياضي" في سلوك حمد الله، والذي يعتبر التحاقه بالمنظومة الحالية ل"الأسود"، مثل القنبلة الموقوتة، قبيل موعد مهم وحساس بالنسبة لكرة القدم الوطنية، كما أنها قد تتحول إلى "مقامرة" للناخب الوطني، بغض النظر عن المستوى الفني للمهاجم داخل أرضية الميدان.

وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي أغلق الباب، قبل أسابيع، في وجه المنادين بضرورة استدعاء المهاجم عبد الرزاق حمد الله إلى المنتخب المغربي، سيكون قد استسلم إلى ضغوطات الشارع وتنازل عن جزء مهم من قناعاته، في حال أصر على منح حمد الله تذكرة السفر إلى قطر.

الركراكي، نفسه، الذي كان قد أكد في مقابلة إذاعية، أنه خلص إلى أن "اللاعب مكيخدمش على الفريق.. بل ينتظر الكرة في مربع العمليات، وحينها يمكن أن يسجل. كما أنه لاعب لا يمكن الاعتماد عليه في الدفاع المتقدم"، سيضع بذلك الاعتبارات الفردية فوق مصلحة المجموعة، خلافا لما صرح به على أن "المهاجم وحده لا يمكنه أن يكون حاسما للفريق"، مستدلا باللاعب النرويجي إرلينغ هالاند، الذي يعتبر من أفضل الهدافين في العالم، إلا أن ذلك لم يضمن لمنتخب بلاده التواجد في كأس العالم.

وكان محمد التيمومي، نجم كرة القدم المغربية السابق، قد صرح، قبل أيام، إن المهاجم عبد الرزاق حمد الله يعاني من مشاكل "انضباطية"، ما ينعكس سلبا على إمكانيات التحاقه بالمنتخب الوطني، الأخير المقبل على المشاركة في نهائيات كأس العالم بقطر، التي تنطلق بعد 15 يوما من تاريخ اليوم.

أسطورة الكرة المغربية، الذي حل ضيفا على برنامج "صدى الملاعب" الذي يقدمه الإعلامي السوري مصطفى الآغا، رد حول تساؤلات الرأي العام الوطني حول عدم استدعاء حمد الله لحمل قميص "الأسود"، مؤكدا أن الأمر يدخل ضمن اختصاصات الناخب الوطني، الأخير الذي تواصل شخصيا مع اللاعب، مطالبا إياه بمواصلة العمل من أجل الحصول على أحقية المشاركة في "المونديال"، يضيف التيمومي.

سوابق عدة للاعب حمد الله في افتعال المشاكل، سواء مع المنتخب الوطني أو الأندية التي مر فيها، جعلت من ال"Extra-Sportif" يطغى على موهبة المهاجم الكروية التي لن يختلف اثنان حولها، مثلما حدث مع مهاجم اتحاد جدة السعودي حين أصدرت لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم في حقه، قرار إيقاف لمدة 4 أشهر اعتبارا من تاريخ صدور القرار في 2 غشت الماضي، وتغريمه 300 ألف ريال سعودي (80 ألف دولار)، بداعي وجود مخالفة في انتقاله إلى ناديه الحالي.

في غمرة استعداد المنتخب الوطني المغربي لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، غادر حمد الله معسكر "الأسود"، بعد نشوب خلاف شخصي مع اللاعب يونس بلهندة في إحدى الحصص التدريبية، وقبلها الشنآن الذي حصل مع فيصل فجر، في إحدى المباريات الإعدادية، تحت قيادة الناخب الوطني السابق، الفرنسي هيرفي رونار.

منذ ذلك الحين، دخلت علاقة حمد الله مع منظومة الفريق الوطني، رغم تغيير المنظومة بعد الإقصاء أمام منتخب البنين، حيث سار الناخب السابق، البوسني وحيد حاليلوزيتش، في نسق الحفاظ على لحمة المجموع، بعد تلقيه إشارات سلبية حول عودة هداف النصر السعودي إلى تشكيلة الفريق الوطني، في إطار التحضير لخوض "كان 2021" و"مونديال 2022".

بين مؤيد لحضور حمد الله في كأس العالم ومعارض للفكرة، تطرح التساؤلات حول أحقيته بالمقعد في الطائرة المنتقلة إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاسيما في ظل وجود أسماء أخرى أثبتت علو كعبها على مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى، على غرار يوسف النصيري، أيوب الكعبي، زكرياء أبو خلال وريان مايي.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...