دوزيم تجدد العهد مع موسم "الحموضة".. أفكار مستهلكة وكوميديا لا تُضحك وشركات الإنتاج المستفيد الأكبر

 دوزيم تجدد العهد مع موسم "الحموضة".. أفكار مستهلكة وكوميديا لا تُضحك وشركات الإنتاج المستفيد الأكبر
الصحيفة
الأربعاء 21 أبريل 2021 - 21:35

في شتنبر من سنة 2019 كشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات أن شركة "سورياد دوزيم" المالكة للقناة المغربية الثانية تتجه بخطوات ثابتة نحو الإفلاس، فالقناة تتكبد سنويا ما بين 2008 و2017 خسائر بلغت في المتوسط 4,9 ملايين درهم، وهو الأمر الذي كان نتيجة طبيعية للبون الشاسع بين حجم النفقات وحجم المداخيل، الأمر الذي لا يبدو أنه يلقى أذانا صاغية داخل هذه المؤسسة العمومية، التي عادت الانتقادات لتطالها مجددا بسبب شبكتها البرامجية الرمضانية.

وإذا كان ضعف المحتوى ونفور نسبة عالية من المشاهدين من برامج القناة في ظل وجود منافسة من طرف برامج القناة الأولى، ثم حاليا قناة MBC 5، أدى إلى تسرب المعلنين من بين يديها بشكل ملحوظ، فإن "دوزيم" لم تبتعد عن دوامة اختياراتها التي تكاد تتكرر كل شهر رمضان بالشكل نفسه وبالوجوه وشركات الإنتاج نفسها، خاصة حين يتعلق الأمر بالأعمال الكوميدية المرافقة لموعد الإفطار وأمسيات شهر الصيام، والتي لا يتوانى المشاهدون على وصفها بـ"الحامضة" على صفحات القناة بمواقع التواصل الاجتماعي.

كاميرا خفية مفبركة.. بإصرار!

وتأتي على رأس الانتقادات الموجهة لـ"دوزيم" تلك التي تتعلق ببرنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، الذي يمثل بالنسبة للكثير من متابعي القناة عنوانا لـ"فشل" شبكتها البرامجية الرمضانية، لكنه أيضا يمثل حالة غريبة في عالم البرامج التلفزيونية عموما، فإدارة القناة مصرة على بث الحلقات كل رمضان يوميا في موعد الإفطار بالسيناريو نفسه القائم على جلب نجوم سيتفاجؤون بمواقف يفترض أنها عفوية وغير متوقعة، ليخرج هؤلاء النجوم بعد ذلك ويؤكدوا أن الأمر متفق عليه سلفا، ما يعني أن الكاميرا الخفية "مفبركة" في الواقع.

وخلال السنوات الماضية أكد ممثلون كثر أن برامج الكاميرا الخفية التي تبثها "دوزيم" مفبركة، مثل محمد الشوبي وطارق البخاري ونسرين الراضي وبشرى أهريش، هذه الأخيرة التي وصفت الأمر في برنامج تلفزيوني بأنه ليس سوى "سيناريو مكتوب"، لكن كل ذلك لم يمنع القناة من معاودة اقتناء البرنامج الذي تنتجه شركة إم برود" لما يزيد عن 10 سنوات متتالية بكلفة بلغت 275 مليون سنتيم وفق أرقام تعود لسنة 2016.

تاريخ مختزل في الاحتيال

ووفق العديد من منتقدي "دوزيم" فإن معضلة القناة التي أصبحت تتكرر كل رمضان هو افتقارها لحس الإبداع ومحاولتها اجترار بعض البرامج التي لقيت نجاحا في الماضي، ولعل النموذج الأبرز لذلك هو سلسلة "حديدان" التي تعود هذه السنة في شكل جديد بعنوان "حديدان وبنت الحراز"، وهي دراما كوميدية تاريخية يلعب فيها كمال الكاظمي دور "حديدان" الذي يلجأ لأساليب الخداع والاحتيال من أجل الوصول إلى أهدافه.

ومرة أخرى يعيد هذا العمل شركة "وردة برود" للواجهة، فهذه الشركة من بين "المنعم عليهم" من طرف "دوزيم"، إذ تحجز مكانها في كل رمضان تقريبا بأعمال من قبيل "رمانة وبرطال" و"الدويبة" و"أوشن"، وهي أعمال يحضر فيها جميعا التاريخ المغربي بأشكال مختلفة، لكن في ارتباط دائما بأعمال الاحتيال، الأمر الذي دفع العديد من متابعي القناة إلى التساؤل عبر صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي: لماذا لا يتم الاستثمار في أعمال تاريخية درامية على غرار الإنتاجات التركية وقبلها السورية التي يهاجر المشاهد المغربي إلى قنوات أجنبية لمشاهدتها؟.

استنساخ فاشل

وتتضح معضلة "التكرار" بشكل أكبر هذه السنة مع تجربة حسن الفذ مع برنامج "الفذ تي في 2"، وهو عبارة عن تجميع للعديد من الأفكار التي لاقت نجاحا في السابق وإعادة إفراغها في برنامج واحد، على غرار "بارودي" نشرة الأخبار والمسابقة التي يشارك فيها شخص واحد يحمل اسم "عادل" ثم سلسلة "كبور"، وهي الفكرة التي كانت نتيجتها النهائية جرعة كوميديا أضعف بكثير من تلك التي كانت تضمنها النسخ الأصلية من تلك الأعمال.

ويبدو التكرار حاضرا أيضا من خلال محاولة إعادة إنتاج ثنائية الكوميديين الشابين هيثم مفتاح وأسامة رمزي، التي حظيت بالنجاح خلال مشاركتهما في الجزء الرابع من سلسلة "كبور" عبر شخصيتي "لحبيب" و"كالاطة"، ففي سلسلتهما الكوميدية الجديدة "لكولوك" المنتجة في إطار دعائي من طرف شركة الاتصالات "أورونج"، حاول القائمون على العمل استعادة نجاح الشخصيتين القائمة على فكرة "السذاجة" لكن بعد نقلهما من البادية إلى المدينة، غير أن ثنائية "منصف" و"حمزة"، الشابين اللذان يتقاسمان السكن، لم تجنِ الإعجاب المنتظر.

معضلة الضحك

ويبقى أكثر مجال "فشلت" فيه البرمجة الرمضانية لـ"دوزيم" هذه السنة، على غرار السنوات الماضية، هو "السيتكومات" الكوميدية، فالقناة عادت مرة أخرى لشركة "عليان" المملوكة لنبيل عيوش لإنتاج سلسلة "قيسارية أوفلا" التي تعد أول تجربة إخراجية لرشيد الوالي في هذا المجال، كما استعانت مرة أخرى بشركة "ديسكونيكتد" لصاحبتها نجاة القبي لإنتاج سلسلة "كلنا مغاربة"، وهما الشركتان اللتان تحصلان سنويا على نصيب وافر من الإنتاجات الرمضانية للقناة الثانية، لكنهما، وكالعادة، لم تنجحا في الخروج بمنتوج كوميدي نوعي.

وبالإضافة إلى مشكلة السيناريو الحاضرة مجددا، والاعتماد على صور نمطية لـ"استجداء" الضحك على غرار تقليد لهجات سكان مختلف المناطق المغربية بصورة مفتعلة في "كلنا مغاربة" مثلا، تبقى المشكلة الأكبر هي أن الأعمال الكوميدية التي تبثها "دوزيم" لا تعتمد أساسا على ممثلين كوميديين، ففي "قيسارية أوفلا" يلعب رشيد الوالي دور البطولة إلى جانب نسرين الراضي والسعدية أزكون وكلهم برزوا أكثر في أعمال درامية، والشيء نفسه يتكرر في "كلنا مغاربة" الذي لا يحمل أي من أبطاله تجربة كوميدية طويلة باستثناء محمد الخياري وعبد الله فركوس المحسوبين على "الجيل القديم" من الفكاهيين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...