دون تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء.. سانشيز يُعلن عن وجود "تحركات" لإعادة العلاقات مع الجزائر
كشف رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمس الخميس، عن وجود تحركات ومساعي تقوم بها السلطة التنفيذية من أجل إعادة توجيه العلاقات الثنائية مع الجزائر وإعادتها إلى طبيعتها، بعد تضررها بسبب موقف مدريد من قضية الصحراء وإعلان مساندتها لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس" من تصريحات صادرة عن سانشيز، فإن الأخير جدد رغبته في زيارة الجزائر في الفترة المقبلة، في إطار المساعي التي تتوخى منها مدريد إنهاء جمود العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولمّح رئيس الحكومة الإسبانية إلى رغبة إسبانيا في إصلاح العلاقات مع الجزائر دون أن يكون ذلك على حساب قضية الصحراء المغربية، حيث أعرب وفق "أوروبا بريس"، عن رغبته في تأسيس علاقات جيدة مع الجزائر والمغرب معا، وبالتالي يُستبعد أن تكون خطوة استئناف العلاقات الثنائية مع الجزائر مرتبطة بقضية الصحراء.
وتبقى مهمة إسبانيا في هذه السياق صعبة ظاهريا، حيث أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء دفع الجزائر لتقليص علاقاتها مع إسبانيا هو إعلان الأخيرة دعمها للمقترح المغربي لإنهاء نزاع الصحراء، وهو مقترح الحكم الذاتي الذي ترفضه الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا ابتداء من 18 مارس الماضي، عندما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، عن تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وعلى إثر ذلك كان أول رد فعل جزائري تُجاه هذه الخطوة هو استدعاء سفيرها من مدريد للتشاور، معتبرة أن ما قامت به إسبانيا يخالف "القوانين الدولية"، ثم أتبعت هذا القرار بقرار آخر في أبريل بإنهاء العمل بمعاهدة الصداقة والتعاون التي تجمعها بمدريد وإيقاف المبادلات التجارية بين البلدين.
ومن جانبها رفضت إسبانيا هذه القرارات الأحادية الجانب التي أقدمت عليها الجزائر، واعتبرت أن هذا تدخلا في الشؤون الداخلية لإسبانيا، ومن ذلك الحين لازالت العلاقات جامدة دون حدوث أي تطور، في الوقت الذي تطالب فيه إسبانيا بضرورة إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.