رسائل هيلاري كلينتون المُسرّبة تكشف: المغرب الأكثر مناعة أمام الجماعات "الجهادية"

 رسائل هيلاري كلينتون المُسرّبة تكشف: المغرب الأكثر مناعة أمام الجماعات "الجهادية"
الصحيفة – بديع الحمداني
الأثنين 19 أكتوبر 2020 - 12:03

كشفت الرسائل المسربة من بريد هيلاري كلينتون الذي تم رفع السرية عنه مؤخرا بأمر من إدارة دونالد ترامب، في إطار التحقيقات الفيدرالية التي تتهم هيلاري باستخدام خاص لبريد حكومي، عن وجود عدد من المنظمات والمجموعات "الجهادية" المرتبطة بتنظيم القاعدة التي كانت تنشط في أماكن حساسة بين دول المغرب العربي ودول غرب إفريقيا.

وحسب الرسائل التي اطلعت عليها "الصحيفة"، فإن المغرب، خاصة في الجنوب، كان مهددا بوقوع هجمات من طرف تنظيم "مختار بلمختار" ومجموعة "أبوزيد"، وكان هؤلاء يمتلكون أسلحة متطورة وعتاد عسكري جيد حصلوا عليها خلال الحرب الدائرة في ليبيا بين قوات معمر القذافي وباقي التنظيمات التي تساند الثوار في محاولاتهم لإسقاط نظام القذافي.

و حسب مضمون رسالة أرسلها شخص يُدعى "سيد"، أخفت السلطات الأمنية الأمريكية هويته لحساسية المهام التي كان يشغلها في شمال إفريقيا، (أرسلها) إلى هيلاري كلينتون في 2 ماي 2011، عندما كانت هيلاري وزيرة للخارجية في إدارة أوباما (بين 2009 و 2013)، أن وجود عناصر تنظيم القاعدة بالمغرب الأقصى في ليبيا يُهدد الطائرات التي تحلق في عدد من المناطق في إفريقيا، من ضمنها جنوب المغرب، بالقصف.

وفي رسالة أخرى أرسلها ذات المصدر إلى هيلاري كلينتون في 18 يناير 2013، جاء فيها بأن المخابرات الجزائرية ابرمت اتفاقا مع تنظيم بلمختار، وبموجب ذلك الاتفاق أبعد بلمختار عملياته نحو مالي، وبتشجيع من المخابرات الجزائرية، وجه هجماته للمصالح المغربية في الصحراء.

وفي ذات الرسالة الأخيرة أيضا، جاء فيها بأن مجموعة "أبوزيد" تعهدت بتوجيه عملياتها "الجهادية" ضد "العلمانيين" وفق ماجاء في الرسالة، في كل من المغرب وتونس.

رسالة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي أمر ترامب بنشرها (خاص)

لكن وبعد مرور سنوات على هذه الأحداث، تكشف هذه الرسائل مدى مناعة المغرب وحصانته ضد الجماعات الجهادية التي كانت تنشط في جوار المغرب، حيث أن الرسائل تكشف أن تحركات هذه الجماعات التي كان لها ارتباط بتنظيم القاعدة، كان فوق التراب الليبي والجزائري والموريتاني والمالي.

ووفق ذات الرسائل، فإن هذه التنظيمات والجماعات لم تتمكن من أن تدخل إلى الحدود الترابية في المغرب، سواء في الشمال أو في الصحراء المغربية، حيث كانت أغلب أنشطتها تتمحور في كل من جنوب الجزائر وشمال موريتانيا مثل جماعة "أوزيد"، وتنظيم بلمختار الذي كان ينشط في جنوب الجزائر وانتقل إلى شمال مالي.

كما أن جنوب المغرب لم يشهد أي هجمات من طرف تلك التنظيمات والجماعات، وانحصرت في الجزائر وموريتانيا ومالي.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...