رسالة مُسربة من بريد هيلاري كلينتون: الجزائر شجّعت "بلمختار" للقيام بهجمات في الصحراء المغربية

 رسالة مُسربة من بريد هيلاري كلينتون: الجزائر شجّعت "بلمختار" للقيام بهجمات في الصحراء المغربية
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 14 أكتوبر 2020 - 21:23

كشفت إحدى الرسائل المسربة من بريد هيلاري كلينتون الذي رُفع عنه السرية مؤخرا بأمر من إدارة دونالد ترامب في إطار التحقيقات الفدرالية بشأن اتهامات لهيلاري باستعمال خاص للبريد الحكومي خلال اشتغالها كوزيرة الخارجية الأمريكية ما بين 2009 و 2013 تحت إدارة باراك أوباما، عن معلومات خطيرة تتحدث عن اتفاق بين المخابرات الجزائرية وتنظيم مختار بلمختار مؤسس كتيبة "الموقعون بالدم" للقيام بهجمات في الصحراء المغربية.

وجاءت هذه المعلومات في رسالة أرسلها شخص يدعى "سيد" الذي تكتمت عن هويته الإدارة الأمريكية لحساسية المهام التي كان يقوم بها شمال إفريقيا خلال الثورات العربية، (أرسلها) إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتاريخ 18 يناير 2013، بعنوان "آخر تقارير المخابرات الفرنسية حول أزمة الرهائن الجزائريين".

ويتعلق موضوع الرسالة بمعلومات حساسة توصل بها "سيد" من مصادر جد مطلعة من المخابرات الفرنسية والمخابرات الجزائرية، تتعلق بأزمة الرهائن الجزائريين، وهي الأزمة التي تعود إلى أبريل 2012، عندما قام مسلحون ينتمون إلى كتبية "بلمختار" الذي كان أحد أبرز قادة "الجهاد الإسلامي في شمال غرب إفريقيا"، باختطاف القنصل الجزائري من داخل القنصلية الجزائرية في مدينة غاو المالية، إضافة إلى اختطاف 6 ديبلوماسيين جزائريين آخرين.

رسالة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون التي أمر ترامب بنشرها ضمن مئات الرسائل الأخرى (خاص)

وكما هو معلوم الآن، فإن هذه الأزمة كانت قد انتهت بوفاة القنصل الجزائري – الذي قالت الصحافة الجزائرية بأنه توفي جراء عدم حصوله على دوائه باعتباره كان مريضا بالسكري – في حين تم إطلاق سراح باقي الرهائن بعد اتفاق بين الجزائر والجماعة التي نفذت عملية الاختطاف، وهي الجماعة التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار.

المثير في هذه الرسالة التي تم تسريبها من بريد هيلاري كلينتون، أنها تتحدث عن بعض الكواليس التي جاءت بعد عملية الاختطاف، حيث تقول الرسالة "وبحسب مصادر مطلعة في المخابرات الجزائرية، فإن حكومة بوتفليقة توصلت إلى تفاهم سري للغاية مع بلمختار بعد حادثة اختطاف القنصل الجزائري في غاو (مالي) في أبريل 2012. وبموجب هذا الاتفاق، ركز بلمختار عملياته في مالي، وأحيانًا، وبتشجيع من المخابرات الجزائرية، يهاجم المصالح المغربية في الصحراء، حيث للجزائريين مطالب إقليمية".

ويُفهم من هذه الرسالة، أن الاتفاق الذي أعقب عملية تحرير الرهائن الجزائريين، بين الجزائر وجماعة مختار بلمختار، هو إبعاد عملياته نحو مالي، إضافة إلى استهداف المصالح المغربية في الصحراء. وتشير النقطة الأخيرة أن الجزائر تعتبر نفسها جزء من مشكلة الصحراء، وبالتالي لها أهدافها في المنطقة، وليس كما تدعي بأن لا دخل لها بتلك القضية كما دأبت على التصريح بذلك لعقود طويلة.

ويتضح من خلال باقي تفاصيل الرسالة، أن اتفاق الجزائر مع بلمختار، لا يعني أنها كانت ترعاه، بقدر ما حاولت إبعاد خطره عن الجزائر ونقل مشاكله إلى مناطق أخرى، لكن أبقت مساعيها للقضاء عليه نظرا للخطر الذي يشكله دائما على الجزائر.

وتجدر الإشارة إلى أن بلمختار لا زال مصيره يُشكل لغزا إلى اليوم، حيث قالت حكومة طبرق المنبثقة عن مجلس النواب الليبي في يونيو 2015 أن بلمختار قتل في غارة جوية أمريكية، وأكد الجيش الأمريكي وقوع تلك الغارة، ولكن لم تتأكد وفاة بلمختار حيث ادعى تنظيمه بعد ذلك أنه لا زال حيا يُرزق.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...