رشيد الطالبي العلمي.. إما وزير أو متورط في تبذير المال العام

 رشيد الطالبي العلمي.. إما وزير أو متورط في تبذير المال العام
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 29 يونيو 2020 - 22:18

عادة، عندما يعود اسم رشيد الطالبي العلمي إلى "الرواج" عبر وسائل الإعلام يكون الأمر مرتبطا بشيء من اثنين، إما أن الرجل سيتحمل حقيبة وزارة أو مسؤولية سياسية جديدة، أو أنه متورط في قضية تتعلق بتبذير المال العام، والاحتمال الثاني تحديدا هو الذي أعاد القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الواجهة بقوة منذ إبعاده عن الحكومة في أكتوبر من العام الماضي.

والفضيحة التي يتورط فيها الطالبي العلمي هذه المرة، مصدرها المفتشية العامة لوزارة المالية، التي كشفت أن وزير الشباب والرياضة السابق وافق على تمرير صفقة إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمخيمات الصيفية سنة 2019 مقابل مليونين ونصف المليون درهم، في حين أن المبلغ الحقيقي للعملية برمتها وفق تقديرات حقيقية لم يكن ليتجاوز 200 ألف درهم، الأمر الذي أثار زوبعة سياسية بلغت حد المطالبة بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول هذا الأمر، لكنه أيضا أعاد للأذهان سلسلة من الفضائح الأخرى التي تورط فيها الوزير السابق.

تهرب ضريبي

وبالرجوع إلى تاريخ الطالبي العلمي السياسي يبدو لصيقا بالفضائح المالية وقضايا تبذير المال العام، حتى أن ذلك لا يكون بالضرورة مانعا له من تولي مسؤولية سياسية جديدة، وهو ما حدث بالضبط سنة 2017 حين عاد إلى الحكومة حاملا حقيبة وزارة الشباب والرياضة في الوقت الذي كانت فيه شركته "نورفي كوير" تتابع قضائيا بتهمة التهرب الضريبي، في قضية حركها الخازن العام للمملكة نور الدين بنسودة.

القضية التي حُركت في وقت كان فيه الطالبي العلمي رئيسا لمجلس النواب، تعود تفاصيلها إلى سنة 1991 حين شرعت الشركة في التملص من أداء مستحقاتها الضريبية التي تراكمت على مدى عقدين ونصف من الزمن حتى بلغت قيمتها الإجمالية 12 مليون درهم، وقد حاول الوزير الأسبق المكلف بالشؤون الاقتصادية، التملص من أدائها عن طريق الدفع بالتقادم، لكن حكما قضائيا ألزمه بأداء 8 ملايين درهم، كما أن الخزينة العامة للملكة حجزت على راتبه البرلماني سنة 2016 للسبب نفسه.

الدفع قبل التسليم!

وفضيحة الموقع الإلكتروني التي طفت على السطح مؤخرا، ليست الوحيدة التي ارتبطت باسم الطالبي العلمي خلال فترة وجوده على رأس وزارة الشباب والرياضية، والتي سيجري إدماجها بوزارة الثقافة انطلاقا من سنة 2019، وهي السنة التي سيكتشف فيها الوزير الجديد آنذاك، حسن عبيابة، فضيحة مالية جديدة من فضائح تبذير المال العام ضيعت على خزينة الوزارة 300 ألف درهم.

ولاحظ الوزير الجديد أن سلفه أبرم عقدا من مستشار قانوني يعمل في الأصل أستاذا جامعيا من أجل إعداد مشروع قرار يتعلق بتنظيم وتسيير مراكز التكوين الرياضي، ومشروع قرار آخر يتعلق بمعايير وشروط إنشاء مراكز التكوين الرياضي، وهما المهمتان اللتان لم تتوصل الوزارة بنتائجهما رغم تسليم المعني بالأمر جميع مستحقاته في عهد الوزير السابق، الشيء الذي دفع هذه الأخيرة إلى توجيه إنذار له من أجل إعادة المبلغ.

فضائح في كل مكان

ويُظهر تاريخ الطالبي العلمي أن له "زواجا كاثوليكيا" مع مثل هذه القضايا طيلة السنوات التي قضاها في مسؤولياته السياسية، وهو ما تؤكده قضية تعود إلى سنة 2013، حين كان رئيسا لجهة طنجة تطوان، وحينها خصص 14 مليون درهم لفائدة جمعية للأعمال الاجتماعية لموظفي مجلس الجهة والتي تضم 40 شخصا، جلهم مصنفون خارج السلم الوظيفي ويتقاضون شهريا أزيد من 20 ألف درهم، والهدف كان هو "مساعدتهم على تملك السكن".

وخلقت هذه القضية وقتها ضجة عبر وسائل الإعلام وصل صداها إلى إحدى دورات المجلس، حيث طالبت فرق المعارضة بتخفيض هذا المبلغ إلى 500 ألف درهم فقط، لكن الطالبي العالمي أصر على إبقائه مرتفعا في حدود 10,5 ملايين درهم، لكن الأغرب وقتها كان هو دفاعه المستميت على هذه الخطوة باعتبار أن المغرب "ليس دولة شيوعية حتى تُحاسب الجمعيات على 5 دراهم"، وفق تعبيره.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...