رفيقي: المرجعية الدينية في المغرب كانت حاسمة في زمن كورونا وقدمت "حفظ النفس" على "حفظ الدين"

 رفيقي: المرجعية الدينية في المغرب كانت حاسمة في زمن كورونا وقدمت "حفظ النفس" على "حفظ الدين"
الصحيفة من الرباط
الخميس 10 شتنبر 2020 - 10:36

قال محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الفكر الإسلامي، إن جائحة كورونا أكدت تقدم المرجعية الدينية الإسلامية في المغرب عن العديد من نظيراتها على مستوى العالم، موردا، خلال مشاركته في ندوة بعنوان "أفق المغرب بعد أزمة كورونا" التي نُظمت بالرباط أمس الأربعاء، إن هذا الأمر أكده حسمها في اتخاذ مجموعة من القرارات وعلى رأسها إغلاق المساجد.

واعتبر رفيقي أن تعدد المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي كان عاملا إيجابيا خلال فترة كورونا، نظرا لمعرفة كل مرجعية ببيئتها، مبرزا أن المرجعية الدينية في المغرب كانت سريعة وحاسمة في التعامل مع أمر حساس جدا من خلال قرار إغلاق المساجد، حيث إن صلاة الجماعة لم تعد تدخل ضمن نطاق العبادات فقط، بل تحولت إلى جزء من العادات دينية التي كان من الصعب تقبلها على المستوى النفسي، وهو ما أدى إلى قيام بعض الاحتجاجات التي واجهتها بصرامة المؤسستان الدينية والأمنية.

وأشار المفكر المغربي، خلال الندوة التي نظمها المنتدى الدولي للإعلام والتنمية، بشراكة مع نادي الصحافة بالمغرب والمركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أن بيانات المؤسسة الدينية كانت رصينة ومقنعة وتحمل الأدلة الحاسمة، وهو أمر لم نكن معتادين عليه في السابق، خاصة في قضية استمرار إغلاق المساجد وإلغاء صلوات العيد وعدم تغسيل الأموات الذين توفوا بسبب كورونا، على حد تعبير المتحدث، الذي خلص إلى أن هذا الأمر يدل على حدوث تغيير في الثقافة الدينية المعتمدة حاليا مقارنة بالسابق.

وحسب منظور رفيقي، فإن المؤسسة الدينية المغربية جعلت حفظ النفس مقدما على غيره من المقاصد الشرعية بما في ذلك حفظ الدين، أما سابقا فكانت المؤسسات الدينية الموجودة، بما فيها تلك الموجودة خارج سلطة الدولة، هي التي كانت تقوم بتدبير الأوبئة، وحينها كان يسيطر مفهوم القضاء والقدر بشكل سلبي على الواقع، ما يعني رفض أي إجراء احتياطي مثل ما هو معمول به اليوم، بل أحيانا يعتبر تلك الإجراءات تمردا على القضاء والقدر، حتى إن بعض المراجع التاريخية تتحدث عن كون الحجر الصحي كان يعد بدعة.

وأوضح المتحدث نفسه أن هذا الأمر كانت له تبعات وخيمة، حيث أدى إلى القضاء على ثلث أعداد المغاربة، وهو مشهد معاكس لما يحدث الآن هناك إذ نلمس عودة الدين إلى العلم في المغرب، كون أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية صارت تعتمد على توصيات وزارة الصحة، وهو ما يمكن لمسه حتى على مستوى التدين الفردي، كون المغاربة صاروا يبحثون عن العلاج لدى الأطباء وليس لدى الرقاة، حسب تعبيره.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...