سبتة على حافة الانفجار: أغنية عنصرية مدعومة من "فوكس" تُنزل المسلمين للشارع

 سبتة على حافة الانفجار: أغنية عنصرية مدعومة من "فوكس" تُنزل المسلمين للشارع
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 21 فبراير 2020 - 21:00

يبدو أن السلم الاجتماعي الذي ظلت تعرفه مدينة سبتة لعقود نتيجة التعايش بين مسلميها ومسيحييها يقف على حافة الهاوية، وذلك بعدما نجحت محاولات حزب "فوكس" اليميني المتطرف وأنصاره المتكررة في إشعال شرارة غضب مسلمي المدينة ودفعهم للنزول إلى لشارع في أكبر مسيرة لهم منذ 14 عاما، وذلك بعد ترويج الحزب المشارك في الحكومة المحلية لأغنية عنصرية ضدهم.

وأعلنت أزيد من 30 جمعية تمثل مسلمي المدينة عن نزولها إلى الشارع في مسيرة احتجاجية يوم الجمعة 28 فبراير، وهي الخطوة التي سيشارك فيها أيضا حقوقيون وفاعلون سياسيون منتمون إلى أحزاب يسارية بالإضافة إلى جمعيات مهنية، وذلك بعدما أعلنت فرقة غنائية شعبية عن تأدية أغنية تقدح في المسلمين وذوي الأصل المغربي خلال مهرجان سنوي تشهده سبتة يوم غد السبت.

وروج أعضاء حزب "فوكس" لكلمات الأغنية التي كتبها أحد العنصريين الإسبان، والذي يدعى خورخي بيريز، وهو في الأصل عنصر في الشرطة المحلية الإسبانية، حيث سبق أن تم كشف عنها لأول مرة خلال حفل محدود بالميناء الترفيهي لسبتة، وأُعلن عن أنها ستُغنى خلال احتفالات الغد عبر إحدى فرق "تشيريغوتا"، والتي تؤدي عادة أغانٍ هجائية ذات كلمات قاسية.

وتستخدم الأغنية كلمة "الموروس" التحقيرية لوصف مسلمي سبتة ذوي الأصل المغربي، وتشير إلى أنهم يريدون احتلال المدينة وأنهم الآن يتعلمون من أجل تنفيذ هذا المخطط، كما تؤكد بنبرة متحدية على أن "تربة سبتة من أصل إسباني"، وتتوعد بالدفاع عنها ضد المسلمين، وهي كلمات أثارت استنفارا كبيرا في الأوساط السياسية والحقوقية وحتى في صفوف الأجهزة الأمنية بالمدينة.

ووجد رئيس الحكومة المحلية لسبتة، خوان بيباس، المنتمي للحزب الشعبي، والذي فضل في شهر دجنبر الماضي عقب الانتخابات المحلية التحالف مع حزب "فوكس" عوض الحزب الاشتراكي العمالي، (وجد) نفسه في مأزق كبير بعد انتشار هذه الكلمات، حيث حاول، إلى جانب وزير التعليم والثقافة المحلي كاروس رونتومي، العمل على منعها.

ونجحت جهود بيباس في إقناع كاتب الكلمات بالتراجع عنها، والإعلان في بيان موقع باسمه عن كونه "يحترم الدين الإسلامي والمجتمع المسلم"، موردا أن رسالته كان الهدف منها "إدانة مجموعة من المجرمين الذين يقومون بأعمال تخريبية لا أكثر"، لكن هذه الخطوة لا تضمن منع اليمينيين المتطرفين، بمن فيهم أعضاء حزب "فوكس" من ترديد كلمات هذه الأغنية خلال المهرجان.

ولم تكن هذه الخطوة مُقنعة لمسلمي سبتة الذين مضوا في الإعداد لاحتجاجاتهم، والتي أعلن مسلمون من مدن إسبانية عدة مشاركتهم فيها، وهو الأمر الذي يعيد إلى الأذهان ما حدث سنة 2006، حين غنت فرقة "تشيريغوتا" أغنية تلوم أدولف هتلر على "قتل اليهود عوض المسلمين"، وتسببت في نزول 5000 من مسلمي المدينة إلى الشارع وإلى مقاضاة كاتب الكلمات الذي لم يكن سوى خورخي بيريز نفسه.

وتأتي هذه الخطوة في خضم الغضب المتزايد لمسلمي سبتة من حزب "فوكس" خاصة بعد تسريب محادثات بين أعضائه عبر تطبيق "الواتساب" تدعو إلى "المواجهة المسلحة" معهم وتنعتهم بنعوت عنصرية، بل وتعتبر أن "قيام الحرب العالمية الثانية أمر لا مفر منه، وسيكون ذلك ضد المسلمين"، وهو ما دفع نائبين عن الحزب اليميني المتطرف إلى إعلان استقالتهما احتجاجا على هذا الخطاب العنصري.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...