سجدة شكر هربا من المغرب تُعيد تساؤلات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في "أحسن بلد في العالم"

 سجدة شكر هربا من المغرب تُعيد تساؤلات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في "أحسن بلد في العالم"
الصحيفة – بديع الحمداني
الخميس 10 شتنبر 2020 - 12:00

تناقل النشطاء المغاربة، منذ الثلاثاء الماضي، على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو وصول عدد من المهاجرين المغاربة إلى سواحل إقليم قادس بجنوب إسبانيا بشكل سري، وقد أفادت الصحافة الإسبانية أن عدد الواصلين بلغ 35 شابا مغربيا.

المثير في الفيديو الذي تناقله المغاربة وإلى جانبه عدد من الصور الأخرى التي التُقطت للمهاجرين المغاربة فور وصولهم إلى إسبانيا، هو قيام عدد منهم بالسجود على الأرض، مؤدين سجدة الشكر لله تعالى الذين مكّنهم من عبور البحر وصولا إلى إسبانيا وهربا من أرضهم ووطنهم المغرب.

تلك المشاهد والصور، تركت آثارا كبيرة في نفوس الالآف من النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماع، ممزوجة بين الغضب والألم على الأوضاع والظروف التي دفعت شبابا في ريعان العمر للهجرة من بلدهم بحثا عن أوضاع وظروف أفضل في بلاد الغربة.

سجدات الشكر التي أداها عدد من المهاجرين المغاربة، كان لها وقع صادم ومؤلم، حسب عدد من المتتبعين والنشطاء المغاربة، بالنظر إلى جسامة المعنى الذي تحمله تلك السجدات، وهو معنى واضح لا غبار عليه، بأن الشباب المغاربة سئموا الوضع في بلدهم، الأمر الذي دفعهم للمغامرة بحياتهم بحثا عن بلاد أخرى.

ودفع تلك المشاهد عدد من النشطاء المغاربة إلى طرح العديد من التساؤلات حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، ومسؤولية الحكومة والدولة عموما بمختلف مؤسساتها، في هذا الوضع المأساوي الذي تعانيه فئات عريضة من الشعب المغربي، وتسيء لصورة البلد بين بلدان العالم.

ورغم أن عدد من المتتبعين، يرون أن تداعيات فيروس كورونا ساهمت بشكل كبير في تأزم الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في المغرب مثل عدد من الدول الأخرى، إلا أن هذا العذر حسب أولئك، لا يعتبر مبررا لإبعاد المسؤولية عن المسؤولين الذين يتحكمون في البلاد، خاصة أن الهجرة السرية كانت قبل كورونا ولازالت.

وحسب عدد من المهتمين بالوضعين الاجتماعي والاقتصادي في المغرب، فإن ظاهرة هجرة الشباب المغاربة السرية إلى أوروبا، عادت بقوة قبل كورونا، وبالضبط منذ 2017، بعدما كان الجميع يعتقد أن ظاهرة هجرة المغاربة توقفت منذ أزيد من عقد من الزمن، ولم تعد منحصرة سوى في المهاجرين الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا.

الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الإسبانية في السنوات الثلاث الأخيرة، كشفت بأن هجرة المغاربة تصاعدت بشكل كبير وأصبحت الجنسية المغربية تنافس وتتفوق على جنسيات إفريقية أخرى، وبالتالي فإن هذا يدفع العديدين لطرح التساؤلات عن الاسباب التي دفعت بعودة هجرة المغاربة.

ووفق عدد من النشطاء، فإن المغرب لم يعد، أو بالأحرى لم يكن "أجمل بلد في العالم"، وبالتالي على المسؤولين أن يعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع الأوضاع الجارية في البلاد، قبل أن يحل ربيع مغربي جديد يأتي على الأخضر واليابس.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...